نام کتاب : قواعد الأحكام في معرفة الحلال و الحرام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 44
و الآتية: أن العلامة حاز مرتبة علمية سامية تفوق بها على العلماء، و كان له ذكاء خارق للعادة، و بذكائه هذا و علمه استطاع أن يفحم أعلم علماء السنة بمناظراته العذبة الدقيقة، و بسببه تشيع السلطان خدابنده و كثير من الأمراء ثمَّ كثير من الناس، و ذلك لما شاهدوا لسان العلامة ينطق بالحق الذي لا ريب فيه.
فنستطيع أن نقول و بكل صراحة: بفضل هذا العالم تركزت أركان الإسلام بصورة عامة و التشيع بصورة خاصة أكثر مما كانا عليه، فلهذا العلامة حق كبير على المسلمين عموما و الشيعة خصوصا لا بد و أن يقدروه.
و نحن أمام التاريخ يحدثنا عن هذا النحرير بأنه نال درجة الاجتهاد في زمن الصبا قبل أن يصل إلى سن التكليف [1].
و قال المترجم في إجازته لبني زهرة عند ذكره لاستاذه نصير الدين الطوسي:
قرأت عليه إلهيات الشفا لابن سينا و بعض التذكرة في الهيئة تصنيفه (رحمه الله) ثمَّ أدركه الموت المحتوم [2].
فالجمع بين ولادة العلامة سنة 648 و وفاة الطوسي سنة 672 يعطينا خبرا بأن العلامة أكمل هذه المرحلة من الدراسة و هو في سن 24 سنة.
و من هذا يعلم أن النصير الطوسي لما وصف العلامة بالعالم الذي إذا جاهد فاق [3] كان قبل وصول العلامة إلى سن 24.
و أيضا قبل الوصول إلى هذا السن ذهب العلامة في ركاب النصير من الحلة إلى بغداد، فسأله عن اثني عشرة مسألة من مشكلات العلوم [4].
و مما يدل على غزارة علمه ما ذكره هو في إجازته لبني زهرة عند ذكره أستاذه شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي، قال: كنت أقرأ عليه و أورد عليه اعتراضات في بعض الأوقات، فيفكر ثمَّ يجيب تارة، و تارة أخرى يقول: حتى نفكر