نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 89
المعاصرين له ؟ ولا دلالة في الآية على كون اصطفائه أول خلقته قبل ولادة أولاده .
على أنَّ اصطفاء آدم لو كان على الإنسان الأوّلي ـ كما يذكره المستدلّ ـ كان ذلك بما أنّه مجهّز بالعقل ، وكان ذلك مشتركاً بينه وبين بني آدم جميعاً على الإنسان الأوّلي ، فكان تخصيص آدم في الآية بالذكر تخصيصاً من غير مُخصِّص .
بناء على أنّ ( ثمّ ) على التراخي الزماني ، فقد كان للنوع الإنساني وجود قبل خلق آدم وأمر الملائكة بالسجدة له .
وفيه أنّ ( ثمّ ) في الآية للترتيب الكلامي ، وهو كثير الورود في كلامه تعالى ، على أنّ هناك معنى آخر أشرنا إليه في تفسير الآية في مكان آخر من كتاب الميزان .
وربّما استُدلّ بقوله : ( ... وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ *ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ... ) الآيات ، وتقريبه : أنّ الآية الأُولى المتعرّضة لأوّل خلق الإنسان تذكر خلقته الأوّلية من تراب ، التي يشترك فيها جميع الأفراد ، والآية الثالثة تذكر تسويته ونفخ الروح فيه .
وبالجملة : كماله الإنساني ، والعطف بثمّ تدلّ على توسّط زمان معتدٍّ به بين أول خلقته من تراب ، وبين ظهوره بكماله .
وليس هذا الزمان المتوسّط إلاّ زمان توسّط الأنواع الأُخرى ، التي تنتهي بتغيّرها التدريجي إلى الإنسان الكامل ، وخاصة بالنظر إلى تنكّر ( ... سُلاَلَةٍ ... )