نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 111
الوزن الاجتماعي للمرأة في الإسلام :
فالإسلام ساوى بينها وبين الرجل ، من حيث تدبير شؤون الحياة بالإرادة والعمل ، فإنّهما متساويان من حيث تعلّق الإرادة بما تحتاج إليه البُنية الإنسانية ، في الأكل والشرب وغيرهما من لوازم البقاء ، وقد قال تعالى : ( ... بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ... )[1] ، فلها أن تستقلّ بالإرادة ، ولها أن تستقلّ بالعمل وتمتلك نتاجهما ، كما للرجل ذلك ، من غير فرق ( ... لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ... ) ، فهما سواء فيما يراه الإسلام ويُحقّه القرآن ، والله يُحق الحق بكلماته ، غير أنّه قرّر فيها خصلتين ميّزها بهما الصُّنع الإلهي .
إحداهما : أنّها بمنزلة الحرث في تكوُّن النوع ونمائه ، فعليها يعتمد النوع من بقائه ، فتختصُّ من الأحكام بمثل ما يختصُّ به الحرث ، وتمتاز بذلك من الرجل .
والثانية : أنّ وجودها مبنيٌّ على لطافة البُنية ورقّة الشعور ، ولذلك أيضاً تأثير في أحوالها الوظائف الاجتماعية المحولّة إليها .