responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 425

الجانب الروحي من الإنسان

ونصل هنا إلى نتيجة خطيرة ، وهي : أنّ للإنسان جانبين : أحدهما مادّي يتمثّل في تركيبه العضوي ، والآخر روحي لا مادّي ، وهو مسرح النشاط الفكري والعقلي ، فليس الإنسان مجرّد مادّة معقّدة ، وإنّما هو مزدوج الشخصية من عنصر مادّي ، وآخر لا مادّي .

وهذا الازدواج يجعلنا نجابه موقفاً عسيراً في سبيل استكشاف نوعية العلاقة والصلة بين الجانبين المادّي والروحي من الإنسان ، ونحن نعلم قبل كلّ شيء : أنّ العلاقة بينهما وثيقة حتّى إنّ أحدهما يؤثّر في الآخر باستمرار : فإذا خُيّل إلى شخص أنّه يرى شبحاً في الظلام ، اعترته قشعريرة ، وإذا كتب على شخص أن يخطب في حفل عام ، أخذ العرق يتصبّب منه ، وإذا بدأ أحدنا يفكّر ، حدث نشاط خاصّ في جهازه العصبي ، فهذا أثر العقل أو الروح في الجسم ، كما أنّ للجسم أثره في العقل ، فإذ دبّت الشيخوخة في الجسد ، وهن النشاط العقلي ، وإذا أفرط شارب الخمر في السكر قد يرى الشيء شيئين .

فكيف يتاح للجسم والعقل أن يؤثّر أحدهما في الآخر إذا كنّا مختلفين لا يشتركان في صفة من الصفات ؟ فالجسم قطعة من المادّة له خصائصها من ثقل وكتلة وشكل وحجم ، وهو يخضع لقوانين الفيزياء . وأمّا العقل ـ أو الروح ـ فهو موجود غير مادّي ينتسب إلى عالم وراء عالم المادّة ، ومع هذه الهوّة الفاصلة يصعب تفسير التأثير المتبادل بينهما . فقطعة من الحجارة يمكن أن تسحق نبتة في الأرض ؛ لأنّهما معاً مادّيان ، وقطعتان من الحجر يمكن أن تصطكّا وتتفاعلا . وأمّا أن يحدث الاصطكاك والتفاعل بين موجودين من عالمين فهذا ما يحتاج إلى

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست