responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 211

ليست أكثر من تعبير عن شيء ذاتي ، فلا تصبح (الحقيقة) حقيقة إلاّ من ناحية اسمية فقط . وبذلك تفقد (الحقيقة) في المفهوم النسبي الذاتي صفتها كموضوع للنزاع والصراع الفلسفي بين اتّجاهات اليقين والشكّ والإنكار في الفلسفة . فالنسبية الذاتية مذهب من مذاهب الشكّ يتبرقع بستار من الحقيقة .

وهناك تفسير فلسفي آخر (للحقيقة) ، وهو الذي يقدّمه لنا (وليم جيمس) في مذهبه الجديد في المعرفة الإنسانية : (البراجماتزم) أو (مذهب الذرائع) . وليس هذا التفسير بأدنى إلى الواقعية أو أبعد عن فلسفات الشكّ والإنكار من التفسير السابق الذي حاولته النسبية الذاتية .

ويتلخّص مذهب (البراجماتزم) في تقديم مقياس جديد لوزن الأفكار والفصل فيها بين الحقّ والباطل ، وهو : مقدرة الفكرة المعيّنة على إنجاز أغراض الإنسان في حياته العملية . فإن تضاربت الآراء وتعارضت ، كان أحقّها وأصدقها هو أنفعها وأجداها ، أي : ذلك الذي تنهض التجربة العملية دليلاً على فائدته . والأفكار التي لا تحقّق قيمة عملية ولا يوجد لها آثار نافعة فيما تصادف من تجارب الحياة ، فليست من الحقيقة بشيء ، بل يجب اعتبارها ألفاظاً جوفاء لا تحمل من المعنى شيئاً .

فمردّ الحقائق جميعاً في هذا المذهب إلى حقيقة عليا في الوجود ، وهي الاحتفاظ بالبقاء أوّلاً ، ثمّ الارتفاع بالحياة نحو الكمال ثانياً . فكلّ فكرة يمكن استعمالها كأداة للوصول إلى تلك الحقيقة العليا فهي حقّ صريح وحقيقة يجب تصديقها ، وكلّ فكرة لا تصنع شيئاً في هذا المضمار فلا يصحّ الأخذ بها .

وعلى هذا الأساس عرّف (برغسون) الحقيقة : بأنّها اختراع شيء جديد ، وليست اكتشافاً لشيء سبق وجوده . وعرّفها (شلر) بأنّها ما تخدم الإنسان وحده . وحدّد (ديوي) وظيفة الفكرة قائلاً : إنّ الفكرة أداة لترقية الحياة ، وليست

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست