نام کتاب : فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى(ص) نویسنده : الرحماني الهمداني، أحمد جلد : 1 صفحه : 645
تفسّرين «كهيعص» للنساء؟ فقالت: نعم، فقال (عليه السلام): هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. ثمّ شرح (عليه السلام) لها المصائب، فبكت بكاء عاليا صلوات اللّه عليها. [1]
صبرها و استقامتها (عليها السلام)
قال العلّامة المقرّم (ره): فقلن النسوة: باللّه عليكم إلّا ما مررتم بنا على القتلى، و لمّا نظرن إليهم مقطّعين الأوصال قد طعمتهم سمر الرماح، و نهلت من دمائهم بيض الصفاح، و طحنتهم الخيل بسنابكها، صحن و لطمن الوجوه، و صاحت زينب: يا محمّداه، هذا حسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، و بناتك سبايا، و ذرّيّتك مقتّلة. فأبكت كلّ عدوّ و صديق حتّى جرت دموع الخيل على حوافرها.
ثمّ بسطت يديها تحت بدنه المقدّس و رفعته نحو السماء و قالت: «إلهي تقبّل منّا هذا القربان». و هذا الموقف يدلّنا على تبوّئها عرش الجلالة، و قد أخذ عليها العهد و الميثاق بتلك النهضة المقدّسة كأخيها الحسين (عليه السلام)، و ان كان التفاوت بينهما محفوظا، فلمّا خرج الحسين عن العهدة بإزهاق نفسه القدسيّة، نهضت «العقيلة زينب» بما وجب عليها، و منه تقديم الذبيح إلى ساحة الجلال الربوبيّ و التعريف به، ثمّ طفقت سلام اللّه عليها ببقيّة الشؤون، و لا استبعاد في ذلك بعد وحدة النور و تفرّد العنصر.
و اعتنقت سكينة جسد أبيها الحسين (عليه السلام) فكانت تحدّث أنّها سمعت يقول:
شيعتى ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني * * * أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني
و لم يستطع أحد أن ينحّيها عنه حتّى اجتمع عليها عدّة و جرّوها بالقهر.
و أمّا عليّ بن الحسين فإنّه لمّا نظر إلى أهله مجزّرين، و بينهم مهجة