الحمد للّه خالق كلّ شيء و وليّه، ذي الكبرياء و العظمة و الجلالة، الّذي هدانا بالشمس إذ جلّاها و القمر إذ تلاها، و منّ علينا بهداية الرسالة و الخلافة؛ فبعث في الامّيّين رسولا و سراجا منيرا، و خصّ يوما بإكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الربّ بالإسلام دينا، لتثبيت أهميّة الولاية في إخلاد الرسالة، فله الحمد على ما هدانا لها و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، أمانا من الحيرة و الضلالة؛ و صلّى اللّه على حبيبه محمّد رسول اللّه البقيّة من إبراهيم خليل اللّه، الّذي ختمت به النبوّة و الرسالة، و هو الّذي بلّغ رسالات ربّه كما أمره في أشهر زمان و مكان، لتعيين وزيره و خليفته بأحسن حديث و أتمّ دلالة؛ و على وصيّه أمير المؤمنين المنصوص بأنّه لا يؤدّي- الرسالة- عنه إلا هو، و أنّه الدائر مع الحقّ حيثما دار، فإنّه رمز الإيمان و الولاء، و معدن الحكمة و العلم و العدالة و على صفوة اللّه من ذرّيّته و أهل بيته أطهر الخلق و أنبل الأنام و أشرف سلالة، سيّما المهديّ صاحب الزمان (عجّل اللّه فرجه الشريف) مظهر الحقّ و محيي آثار النبوّة و مجتثّ جذور الشقاوة و الجهالة ....
و بعد، فإنّ واقعة الغدير حادثة عظمى في تاريخ البشريّة؛ لأنّها نظّمت مسألة الخلافة و الوصاية بعد النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، و هذا بلا ريب أمر خطير و ضرورة حياتيّة يحتّمها التسلسل القيادي لبني البشر، إذ لا بدّ من قائد يرعى مصالح الامّة، و ينظّم شئونها، و يدير امورها.