أنشدني أبيات الكميت، فأنشدته إيّاها، فلمّا أنهيتها قال (عليه السلام):
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما * * * و لم أر مثله حقّا اضيعا
قال: فانتبهت مذعورا.
و قال السيّد الحميري:
يا بايع الدين [1]بدنياه * * * ليس بهذا أمر اللّه
من أين أبغضت عليّ الرضا * * * و أحمد قد كان يرضاه
من الّذي أحمد من بينهم * * * يوم «غدير الخم» ناداه؟
أقامه من بين أصحابه * * * و هم حواليه فسمّاه
هذا عليّ بن أبي طالب * * * مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلا * * * و عاد من قد كان عاداه [2]
استدراك (419) استهوت واقعة الغدير الكثير من الشعراء على مرّ العصور، من يوم حدوثها إلى وقتنا الحاضر، فنظموا فيها من الأشعار غررا، و من القصائد دررا ما خلّد هذه الحادثة التأريخية بما يتناسب و رفيع مكانها من الإجلال و التعظيم.
و لو أتينا على ذكر جميع هؤلاء الشعراء لطال بنا المقام؛ و لكن سنقتصر بالإشارة إلى بعضهم، علما بأننا أفردنا فهرسا خاصّا في آخر الكتاب لأعلام شعراء الغدير حسب ترتيبهم الزمني:
أ- في طليعتهم سيّد الفصاحة، و أمير البلاغة، الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)
نذكر له أبياتا من قصيدة له في كتاب أرسله إلى معاوية بن أبي سفيان: