لعلّ خير ما أختتم به القول هنا، هو التذكير- عسى أن تنفع الذكرى- بأنّ الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله) قد ألقى كلمة و مثلا، فقال في الحديث المشهور:
«يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» فوجه الشبه في هذا التشبيه البليغ هو من ناحيتين:
الاولى: أنّ عليّا كهارون إذ جعله النبيّ خليفة و وصيّا و وزيرا.
و الثانية: أنّ ما لقيه الإمام عليّ (عليه السلام) بعد غيبة- وفاة- الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) كان كما لقيه هارون بعد غيبة موسى (عليهما السلام)، حتى أنّه تمثّل يوما بقوله تعالى: ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي ... إلى آخر الآية، و هو في طريقة إلى سقيفة بني ساعدة.
و قد جمعنا و استوفينا الآيات الخاصّة بغيبة موسى (عليه السلام) و استخلافه أخيه و ما تترتّب على ذلك في كتابنا «المدخل إلى التفسير الموضوعيّ للقرآن» [1].