و قال الفيروزآبادي في القاموس: السّرف- محرّكة- ضد القصد، و الإغفال و الخطأ، إلى أن قال: و الإسراف: التبذير، و ما أنفق في غير طاعة [2].
و قال ابن الأثير في نهايته: و في حديث عائشة: «إنّ للحم سرفا كسرف الخمر» [3] أي ضراوة كضراوتها، و شدّة كشدّتها، لأنّ من اعتاده ضرى بأكله فأسرف فيه، (مثل) [4] مدمن الخمر في ضراوته بها و قلّة صبره عنها.
و قيل: أراد بالسرف الغفلة، يقال: رجل سرف الفؤاد، أي غافل، و سرف العقل: أي قليله.
و [قيل:] [5] هو من الإسراف و التبذير في النفقة لغير حاجة، أو في غير طاعة اللّه، شبّهت ما يخرج في الإكثار من اللحم بما يخرج في الخمر.
و قد تكرر ذكر الإسراف في الحديث، و الغالب على ذكره الإكثار من الذنوب و الخطايا، و احتقاب الأوزار و الآثام [6].
[1] الصحاح 4: 1373. و لكن فيه بدل (الخطل) الخطأ، و كلاهما بمعنى واحد.
[3] لم نعثر على نصه في كتب الصحاح و المسانيد، و لكن ورد في الموطأ ج 2 ص 935: إنّ عمر بن الخطاب قال: إيّاكم و اللحم فإنّ له ضراوة كضراوة الخمر، و روي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام): «كان علي (عليه السلام) يكره إدمان اللحم، و يقول: إنّ له ضراوة كضراوة الخمر»، البحار 63: 69 ح 57.
[4] في المصدر و «ب»: فعل، و في «ح، ب»: قيل، و الأنسب ما أثبتناه.