و الصادق (عليهما السلام)، و قد أشرنا إلى ضعف سنده في عامر بن عبد اللّه بن جداعة، و كذا روي [1] في مدحه حديثين آخرين في سندهما ضعف، فالحقّ التوقّف في قبول روايته.
96 عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب رضي اللّه عنهم
كان محبّاً لأمير المؤمنين (عليه السلام) و تلميذه، و ارتقى في العلم أقصى مدارجه، و الأخبار فيه مختلفة بطرق العامَّة و الخاصَّة، دالّة على مدحه و قدحه، قال العلّامة: (و قد ذكر الكشّي أحاديث تتضمَّن قدحاً فيه، و هو أجلّ من ذلك، انتهى) [2].
أقول: ذلك لأنَّ أخبار القدح كلّها ضعيف السند، و قد رأيت أخباراً أُخر من طريق العامَّة تقتضي قدحه، مشتملة على كتمان أمير المؤمنين (عليه السلام) إسراره عنه، و الخلوة بعمّار، و كون ابن عبّاس صاحب سرّ عثمان، لكنّ الحجَّة فيها كما ترى، و أخبار المدح أيضاً فيه كثيرة من الطريقين لا بأس بذكر واحدة منها، و هي ما روى الكشّي عن جعفر بن معروف، قال: حدَّثني الحسين بن عليّ بن النعمان، عن أبيه، عن معاذ بن مطر قال: سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: حدَّثني بعض أشياخي قال: (لمّا هزم عليّ بن أبي طالب أصحاب الجمل، بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد اللّه بن عبّاس إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل و قلّة العرجة. قال ابن عبّاس: فأتيتها في قصر بني خلف في جانب البصرة، قال: فطلبت الإذن عليها، فلم تأذن، فدخلت عليها من غير إذنها، فاذا بيت قفار لم يعدّ فيه مجلس، فإذا هي من وراء سترين، قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددت الطّنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر