و الأحمق تسبق حذفات لسانه، و فلتات كلامه، مراجعة فكره، و مماخضة رأيه، فكأنّ لسان العاقل تابع لقلبه، و كأنّ قلب الأحمق تابع للسانه (1) -. [1]
قال: و قد روي عنه عليه السلام هذا المعنى بلفظ آخر، و هو قوله عليه السلام:
3041 *3218* 218-
قلب الأحمق في فيه، و لسان العاقل في قلبه. [2]
و معناهما واحد. انتهى.
الكلام في العقل و الحمق أكثر من أن يذكر و نحن نذكر ها هنا نبذا يسيرا على حسب دأبنا في هذا الشرح.
قالوا: كلّ شيء إذا كثر رخص إلاّ العقل، فإنّه كلّما كان أكثر كان أعزّ و أغلى. [3]
و كان عبد الملك يقول: أنا للعاقل المدبر أرجى منّي للأحمق المقبل. [4]
قيل لبعضهم: العقل أفضل أم الجدّ؟فقال: العقل من الجدّ. [5]
و قال أرسطو: العاقل يوافق العاقل، و الأحمق لا يوافق العاقل،
[1] نهج البلاغة، ص 476.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 41.
[3] شرح ابن أبي الحديد 18-159.
[4] شرح ابن أبي الحديد 18-159.
[5] شرح ابن أبي الحديد 18-160.