15- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: ألا أخبرك بالاسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: أمّا أصله فالصلاة و فرعه الزكاة و ذروة سنامه الجهاد، ثمّ قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: الصوم جنّة من النار، و الصدقة تذهب بالخطيئة، و قيام الرّجل في جوف اللّيل بذكر اللّه، ثمّ قرأ (عليه السلام): «تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ».
قوله: (و لا تحمل الناس على كاهلك)
(1) الكاهل مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق و هو الثلث الاعلى و فيه ست فقر أو ما بين الكتفين أو موصل العنق فى الصلب و الشعب هنا محل الصدع و الشق و التفريق و هو المنسج و منه الشعبة و هى الطائفة من كل شيء و القطعة منه، و قد نهاه (ع) عن فعل ما يوجب حمل الناس على كاهله و قصدهم اضراره و اهلاكه من تعرض أعراضهم و قصد اضرارهم و ايذائهم و عدم المجاملة معهم، فان الناس يعاملونه بمثله أو أشد، بل ربما يحصل من تعاونهم ما يوجب هلاكه و لذلك عبر عنه (ع) بالعبارة المذكورة المشعرة بالاهلاك أو الضرر العظيم.
قوله: (اما أصله فالصلاة)
(2) الامور الثلاثة من فروع الاسلام حقيقة لكن عد الصلاة أصله لان قيامه يتحقق بها و لذلك شبهت بالعمود فى الخبر السابق و عد الجهاد مع الاعداء الظاهرة أو الاعم منهم و من النفس و الشيطان، ذروة سنامه لان به غاية ارتفاعه كما أن ذروة الشيء غاية ارتفاع ذلك الشيء، و خص الزكاة بالذكر من بين فروعه المتكثرة لانها العمدة كالصلاة ثم ذكر من جملة أبواب الخير ثلاثة لكثرة منافعها أولها الصوم الواجب أو الاعم و هو جنة يقى صاحبه عما يؤذيه أو يهلكه من الشهوات و من الشروط لكماله حفظ جميع الجوارح عما يليق به، و ثانيها الصدقة الواجبة أو الاعم و هى تذهب بالخطيئة تكفر عنها بل تحفظ عنها أيضا، و ثالثها قيام الرجل جوف الليل بذكر اللّه و لم يذكر فائدته كما ذكر قبله للدلالة على الكثرة و التعميم مع احتمال أن يكون فائدته اذهاب الخطيئة أيضا بقرينة العطف.
قوله: (و ذروة سنامه)
(3) الاضافة بيانية أو لامية اذ للسنام الّذي هو ذروه البعير ذروة أيضا هى أرفع أجزائه.