عبد اللّه: (عليه السلام) «أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ»هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟
قال: لا.
[الحديث الثالث]
3- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب، عن العلاء عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: السكينة الايمان.
[الحديث الرابع]
4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري و هشام بن سالم و غيرهما، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَقال: هو الإيمان.
[الحديث الخامس]
5- عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن جميل قال:
سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قوله عزّ و جلّ: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَقال: هو الإيمان. قال: قلت: «وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ»قال: هو الإيمان. و عن قوله:
وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوىٰقال: هو الإيمان.
بخلاف ما اذا كان المراد منه غيره من المعانى المذكورة.
اذا عرفت هذا فنقول الاخبار الدالة على أن الايمان هو العمل بالاركان و الاقرار باللسان و التصديق بالجنان مثل ما روى عن أبى الحسن الرضا (ع) و غيره محمولة على أن اضافة الفعل الى الايمان لاجل الكمال لا لانه جزء منه أو شرط له أو لاجل أنه دليل عليه و ليس له دليل أعظم منه فكانه صار نفسه على سبيل المبالغة. يدل عليه ما روى عن أبى جعفر (ع) «أن الايمان ما استقر فى القلب و أفضى به الى اللّه عز و جل، و صدقه العمل بالطاعة للّه و التسليم لامر اللّه». و ما روى عن الصادق (ع) قال: «قال أمير المؤمنين (ع): ان لاهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث و أداء الامامة و وفاء بالعهد- الى أن قال- و ما يقرب الى اللّه عز و جل زلفى». و ما روى عن أمير المؤمنين عن رسول اللّه (ص) قال «عشرون خصلة فى المؤمن فان لم تكن فيه لم يكمل ايمانه، ان من أخلاق المؤمن يا على الحاضرون الصلاة، و المسارعون الى الزكاة و المطعمون المسكين- الحديث». و فى هذه الاخبار مع دلالتها على أن الايمان هو التصديق القلبى دلالة واضحة على أن العمل مصدق و مبين و مظهر له و موجب لكماله.
قوله: (هل لهم فيما كتب فى قلوبهم صنع قال لا)
(1) لعل المراد بالايمان هنا نكت الحق و معرفة الرب و ليس للعبد صنع فيه. و انما صنعه فى قبوله، و التكليف انما وقع به و قد روى «أن كل قلب ينكت الحق فيه قبل أو لم يقبل».