responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 402

استدراك


قد تكرر في ما مضى ذكر القلب مرادا به النفس الناطقة اقتباسا من القرآن الكريم «مٰا جَعَلَ اللّٰهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» أى من نفسين حتى يكون بأحدهما ابنا لواحد و بالآخر ابنا لآخر، أو باحدهما زوجة و بالآخر اما كما في الظهار و تكررا أيضا في كلام الشارح الاشارة الى تجرد النفس و هو أهم مبادى علم الاخلاق مثل قوله «القلب من عالم القدس» فى الصفحة 361 و القلب في اصطلاح علماء الاخلاق هو القوة العاقلة و النفس الناطقة و المراد بكونه من عالم القدس تجرده، فرأينا من أوجب ما علينا بيان هذا المقصد المهم و لا يخفى أن كثيرا مما نرى في خواص النفوس و آثارها تدل على وجود جوهرى مستقل عن البدن و أن الاعضاء آلات يحتاج إليها في العمل و يفقد العمل بفقد الآلات و كذلك الحواس الظاهرة آلات لا ينعدم صاحب الآلات بفقدانها و العاقلة لا تحتاج في ادراكها الى آلة حتى ينعدم التعقل بانعدامها و لو كانت العاقلة أيضا بآلة و فقدت المشاعر كلها و تحللت أعضائها جميعا لم يبق من النفس شيء و انما يبقى النفس ببقاء العاقلة مع فقد سائر المشاعر. و قال بعض حكمائنا ان الحافظة للصور المثالية التى سموها الخيال أيضا غير آلية لا تفنى بفناء الدماغ، و احتجوا على عدم احتياج العاقلة الى الدماغ و عدم حلول الصور المعقولة فيه بوجوه: الاول ان الصورة العقلية غير منقسمة و لو كانت منقسمة لانتهى الى أجزاء غير منقسمة و غير المنقسم لا يحل في جسم منقسم. الثانى أن القوة الحالة في الآلة لا تشعر بنفسها كالباصرة لا تبصر العين و العقل يشعر بذاته. الثالث أن العقل يدرك المعقولات و لا يثقل عليه حملها و ان كثرت و لا يكل و يتعقل جميعها متساوية في الوضوح و القوى الحاسة الجسمانية كالبصر يكل و لا يبصر الضعيف بعد ادراك النور القوى الا بعد استراحة ما و لا يشم الانف الرائحة الضعيفة اثر القوية لشدة تأثره بالقوية و كلاله. و لا يكل العالم الا عند التفكر لتحصيل المعلومات في المرة الاولى لان الفكر من المتخيلة الثابتة في الدماغ و أما بعد تعقل المعقول فلا يكل باستمرار التعقل كالبصر. الرابع أن العقل لا يضمحل بالشيخوخة و ضعف الاعضاء و انما يضعف الفكر و القدرة على تحصيل ما لم يحصله و العمل بما علم لضعف الآلة و أما نفس التعقل فهو ثابت باق و يدرك حكما بعد حكم من غير أن يعجز. و من زعم أن الشيخ يضعف عقله بتقدم السن اشتبه عليه الفكر بالتعقل او ما يتوقف من العلوم على معونة الحواس بما لا يتوقف عليها و الطبيب اذا شاخ و ضعف يستشار و لا يعالج باليد لضعف يده، و لا يميز المرض لضعف عينه و اذنه و لا يزيد علمه لضعف فكره و حافظته، و هذه كلها غير التعقل و معنى قوله «لِكَيْ لٰا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً» يؤول على هذا. الخامس أن عدم كون الادراك من صفات الجسم بديهى و التشكيك فيه

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست