responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 372

إلى دار المستعتب، فلعمري لربّ حريص على أمر قد شقى به حين أتاه و لربّ كاره لأمر قد سعد به حين أتاه، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لِيُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكٰافِرِينَ.

[الحديث السابع عشر]

17- عنه، عن عليّ بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال أبو ذرّ (رحمه اللّه) جزى اللّه الدّنيا عنّي مذمّة بعد رغيفين من الشعير أتغذّي بأحدهما و أتعشّي بالآخر و بعد شملتي الصوف أتّزر بإحداهما و أتردّى بالاخرى.

[الحديث الثامن عشر]

18- و عنه، عن عليّ بن الحكم، عن المثنّى، عن أبي بصير، عن أبي-


و انما قال «فتحول الى دار المستعتب» و لم يقل فتحول إليها للاشعار بأن كل أهل الدنيا و المائل إليها مستعتب يوم القيمة و نادم على ما كان عليه و طالب للعفو و الرضا و لكن لا ينفعه ذلك كما ورد «ما بعد الموت من مستعتب».

(فلعمرى لرب حريص على أمر قد شقى به حين أتاه و لرب كاره لامر قد سعد به حين أتاه)

(1) كما قال جل شأنه «وَ عَسىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ» اذ ما من شيء الا و له جهات متعددة فربما يدرك أحد حسن جهة فيطلبه و هو غافل عن قبح جهات اخر، أو عن قبح عاقبة تلك الجهة و ربما يدرك قبح جهة فيكرهه و هو غافل عن حسن جهات اخر، أو عن حسن عاقبة تلك الجهة.

(و ذلك قول اللّه عز و جل وَ لِيُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكٰافِرِينَ)

(2) أى كون مكروه الدنيا سعادة و مرغوبها شقاوة أو حصول السعادة بالمكروهات و حصول الشقاوة بالمرغوبات مضمون هذا القول الكريم، فان تمحيص المؤمن انما يكون بورود مكاره النفوس و ما يثقل عليها ليخرج من بوتقة الامتحان خالصا صافيا سعيدا و ترك التمحيص فى الحريص يوجب محقه و فساده و امتداده فى الغى و الطغيان فالتمحيص فى المؤمن لطف و احسان و تركه فى الحريص محق و خذلان.

قوله: (قال أبو ذر- ره- جزى اللّه الدنيا عنى مذمة بعد رغيفين من الشعير)

(3) أشار الى أن غير ما ذكره من الدنيا عنده مذموم و أحال ذمه الى اللّه تعالى نيابة عنه للدلالة على كمال ذمه لان كل فعل من الفاعل القوى قوى بالغ حد الكمال، و أما ما ذكره فغير مذموم لان كل شخص يحتاج فى بقائه الى الغذاء و اللباس ليكون بدلا عما يتحلل و يحفظه عن الحر و البرد و ما ذكره و ارتضاه لنفسه هو أقل المراتب منهما و بالجملة حث به على ترك الدنيا الا الضرورة منها.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست