7- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن يقطين، عمّن رواه عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى موسى (عليه السلام) أن يا موسى تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال: يا ربّ و لم ذاك؟ قال: فأوحى اللّه تبارك و تعالى إليه يا موسى إنّي قلبت عبادي ظهرا لبطن، فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي نفسا منك، يا موسى إنّك إذا صلّيت وضعت خدّك على التّراب- أو قال: على الأرض.
[الحديث الثامن]
8- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام): قال: مرّ عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) على المجذمين و هو راكب حماره و هم يتغدّون فدعوه إلى الغداء، فقال: أما إنّي لو لا أنّي صائم لفعلت، فلمّا صار إلى منزله أمر بطعام فصنع، و أمر أن يتنوّقوا فيه، ثمّ دعاهم فتغدّوا عنده و
المتواضعين أنهم «لا يرضون من أعمالهم القليل و لا يستكثرون الكثير فهم لانفسهم متهمون و من أعمالهم مشفقون، اذا زكى أحد منهم خاف مما يقال له فيقول أنا أعلم بنفسى من غيرى و ربى أعلم منى بنفسى اللهم لا تؤاخذنى بما يقولون و اجعلنى أفضل مما يظنون اغفر لى ما لا يعلمون»
قوله: (انى قلبت عبادى ظهرا لبطن)
(1) فى المصباح قلبته قلبا من باب ضرب حولته عن وجهه و قلبت الرداء حولته و جعلت أعلاه أسفله و قلبت الشيء للابتياع قلبا أيضا تصفحته فرأيت داخله و باطنه و قلبت الامر ظهر البطن اختبرته».
قوله: (مر على بن الحسين (عليهما السلام) على المجذمين)
(2) و فى بعض النسخ «المجذومين» يقال رجل أجذم و مجذوم و مجذم اذا تهافتت أطرافه بالجذام و هو داء يحدث من غلبة السوداء فيفسد مزاح الاعضاء و ربما انتهى الى ان يأكلها و يأكل ما يوضع فيها و الغرض من هذا الحديث هو اظهار تواضعه (ع) للّه تعالى كما يفهم من
قوله: (و هو راكب حماره)
(3) أو للخلق المجذومين فكيف غيرهم كما يفهم من قوله فى الاخر (و تغدى معهم)
(4) و التنوق نيك در نگريستن در كارى و نيكو ساختن، أو يقال شيء انيق أى حسن معجب و الظاهر انه (ع) أكل معهم فى اناء واحد و فيه دلالة على جوازه مصاحبة المجذوم و معاشرته و مواكلته و يؤيده ما ما رواه المصنف فى كتاب الروضة عن أبى عبد اللّه (ع) قال «ان اعرابيا اتى رسول اللّه (ص) فقال يا رسول اللّه انى اصيب الشاة و البقرة و الناقة بالثمن اليسير و بها جرب فاكره شراءها مخافة ان يعدى ذلك الجرب ابلى و غنمى، فقال له رسول اللّه (ص) يا أعرابى فمن أعدى الاول ثم قال رسول اللّه (ص) لا عدوى و لا طيرة- الحديث» يعنى لا تجاوز العلة صاحبها الى غيره