responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 257

قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): لكلّ أحد شرّة و لكلّ شرّة فترة، فطوبى لمن كانت فترته إلى خير.

(باب الاقتصاد في العبادة)

[الحديث الأول]

1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق و لا تكرهوا عبادة اللّه إلى عباد اللّه، فتكونوا كالرّاكب المنبتّ الّذي لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى. محمّد بن سنان، عن مقرن، عن محمّد بن سوقة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.

[الحديث الثاني]

2- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان،


(لكل أحد شرة و لكل شرة فترة فطوبى لمن كانت فترته الى خير)

(1) لعل المراد أن الشرة قد تفضى الى التجاوز عن حد الاقتصاد و توجب الكلال و الفتور في الاعمال فطوبى لمن كانت فترته الى الخير و هو القصد لا الى الاعراض فالاقتصاد أمر مطلوب قد وقع الحث على التمسك به حيث مدح في الاول من انتهت شرته إليه، و في هذا الحديث من رجع عن شرته عند التجاوز و قام عليه. و للحديث احتمالات اخر ذكرناها في آخر كتاب العلم.

قوله: (ان هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق)

(2) اسم الدين يقع على جميع ما تعبد اللّه به خلقه من توحيده و طاعته و الانقياد لحكمه و هو جملة الاسلام كما قال تعالى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّٰهِ الْإِسْلٰامُ و وصفه بأنه متين أى قوى شديد من متن الشيء- بالضم- متانة اشتد و قوى فهو متين للتنبيه على أنه لا يقدر على تحمله الا المؤمنون و ذلك كما قال اللّه تعالى في وصف الصلاة وَ إِنَّهٰا لَكَبِيرَةٌ إِلّٰا عَلَى الْخٰاشِعِينَ و هم المؤمنون العارفون، و الايغال السير الشديد، يقال أو غل القوم و توغلوا اذا أمعنوا في سيرهم، و المنبت الرجل الّذي انقطع به في سفره و عطبت راحلته و هو مطاوع بته بتا من باب ضرب و قتل أى قطعه يعنى سيروا فيه سيرا سريعا و ابلغوا الغاية القصوى منه بالرفق و لا تحملوا على أنفسكم من العمل ما لا تطيق فينقطع كالذى لا يقطع طريقه و يهلك راحلته. و المراد بالرفق الاقتصاد في العبادة و ترك التعمق فيها لان التعمق فيها يوجب غالبا كراهة النفس لها و بغضها اياها و الاعراض عنها و هو مذموم قطعا و لقد أحسن في إيضاح المقصود بالاتيان بالتمثيل البديع لانه شبه النفس الناطقة في السير الى اللّه بالمسافر.

و شبه البدن و قواه بالمركوب لان النفس في سيرها تحتاج إليهما كما أن المسافر في سيره يحتاج الى المركوب و كما أن المسافر اذا جد في السير جدا و حمل على مركوبه أثقالا كثيرة يهلك دابته قبل أن يقطع سبيله و يبلغ مقصده فيبقى متحيرا كذلك النفس اذا

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست