3- أبو عليّ الأشعري، عن عيسى بن أيّوب، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن نجبة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من شيء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من عمل يداوم عليه و إن قلّ.
[الحديث الرابع]
4- عنه، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال كان عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) يقول: إنّي لاحبّ أن اداوم على العمل و إن قلّ.
[الحديث الخامس]
5- عنه، عن فضالة بن أيّوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان عليّ بن الحسين (صلوات اللّه عليهما) يقول: إنّي لاحبّ أن أقدم على ربّي و عملي مستو.
قوله: (أحب الاعمال الى اللّه عز و جل ما داوم عليه العبد [1] و ان قل)
(1) و انما كان أحب لان بدوام القليل تدوم الطاعة و العبادة و العبودية و هو أحسن من العبادة في زمان و تركها بعده بالكلية و لانه يربو ثواب القليل مع المداومة على ثواب الكثير المنقطع كما يدل عليه قول أمير- المؤمنين (ع) «قليل يدوم عليه أرجا من كثير مملول» و قوله «قليل يدوم عليه خير من كثير مملول» أى الّذي يمل فيه فان البركة فيه أكثر و الثواب فيه أزيد و العبودية فيه أدوم و تأثيره في تنوير القلب بتكراره أشد، و احتمال كون رضاه سبحانه فيه أعظم كما رواه الصدوق باسناده عن أمير المؤمنين (ع) قال «ان اللّه أخفى رضاه في طاعة فلا تستصغروا شيئا من طاعته فربما و افق رضاه و أنت لا تعلم».
قوله: (انى لاحب أن أقدم على ربى و عملى مستو)
(2) استوى الاعمال اعتدلت و تساوت و لم يفضل بعضها على بعض و لعل المراد به تساوى أفراد كل نوع منه في الكم و الكيف بحيث لا يكون بعضها اضعف من بعض و ما روى من «أن من ساوى يوماه فهو مغبون» و لعل المراد به الحث على الاكثار في الخير نظرا الى اليوم السابق لان الاعمال كالفسوق يجر بعضها الى بعض، أو المراد به التساوى في القرب و المنزلة لان اضافة عمل الى عمل قبله و ان تساويا لا بد أن تكون موجبة لزيادة القرب و المنزلة و الا فتكون في العمل خلل و في النية نقص و هو غبن فاحش فلا ينافى المساواة بالمعنى المذكور.
[1] قوله «ما دوام عليه العبد» يدل على ما مر من أن تأثير العمل في الجزاء بتأثير في النفوس و تجسم ما أثر فيها. (ش)