راجيا و لا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف و يرجو.
[الحديث الثاني عشر]
12- عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّه فيه و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلّا خائفا و لا يصلحه إلّا الخوف.
[الحديث الثالث عشر]
13- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: إنّه ليس من عبد مؤمن إلّا [و] في قلبه نوران:
نور خيفة و نور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن هذا لم يزد على هذا.
(باب) (حسن الظن بالله عز و جل)
[الحديث الأول]
1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): قال اللّه تبارك و تعالى: لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي
ما يمنع من الدخول في النار و هذا الايمان لا يكون الا مع الصفات المذكورة التى أولها الخوف من اللّه و أسبابه على كثرتها اما امور مكروهة لذاتها كشدائد الدنيا و الآخرة كشدة الموت و عذاب القبر و هول المطلع و الموقف بين يديه عز و جل و كشف السر و المناقشة في الحساب و العبور على الصراط و الدخول في النار و حرمان الجنة، و الحجاب منه تعالى و خوف الحجاب أعلى رتبة و هو خوف العارفين و ما قبله خوف العابدين و الصالحين و الزاهدين أو امور مكروهة لانها تؤدى الى ما هو مكروه لذاته كنقض التوبة و الموت قبلها و التقصير في الطاعة و الافراط في القوة الشهوية و الغضبية و سوء الخاتمة و الشقاوة في العلم الازلى، و الاغلب على المتقين خوف الخاتمة و الاعظم خوف السابقة لكون الخاتمة تبعا لها.
قوله: (فهو لا يصبح الا خائفا)
(1) أصبح دخل في الصباح و هذا تأكيد لما سبق من قوله «المؤمن بين مخافتين» أو الغرض منه افادة استمرار الخوف دائما.
قوله: (و لا يصلحه الا الخوف)
(2) أذبه يتلافى ما فات و يتدارك ما هو آت كما مر.
قوله: (لا يتكل العاملون لى على أعمالهم)
(3) أى لا يعتمدوا في دخول الجنة و نيل و درجاتها على محض تلك الاعمال و ان كان صحيحة تامة الاركان في نفسها و واقعة مع