responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 212

اللّه عليهما قال: قال إنّ رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم، فلم ينج ممّن كان في السفينة إلّا امرأة الرّجل، فإنّها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت على جزيرة من جزائر البحر و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق و لم يدع للّه حرمة إلّا انتهكها فلم يعلم إلّا و المرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها فقال:

إنسيّة أم جنيّة؟ فقالت: إنسيّة، فلم يكلّمها كلمة حتّى جلس منها مجلس الرّجل من أهله، فلمّا أن همّ بها اضطربت، فقال لها: ما لك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا- و أومأت بيدها إلى السّماء- قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا و عزّته،


احتمال الاولى بعيدا أى و من يتق اللّه خوفا منه يجعل له مخرجا من شدائد الدنيا و الآخرة كما نقل عن ابن عباس، أو من ضيق المعاش كما يشعر به قوله تعالى وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لٰا يَحْتَسِبُ و كان السر في الاول أن شدائد الدارين من الحرص على الدنيا و اقتراف الذنوب و الغفلة عن الحق و المتقى منزه عن جميع ذلك و في الثانى أن فيضه تعالى وجوده عام لا بخل فيه و انما المانع من قبول فيضه هو بعد العبد عنه و عدم استعداده له بالذنوب. فاذا اتقى منها قرب منه تعالى و استحق قبول فيضه بلا تعب و لا كلفة. فيجمع بذلك خير الدنيا و الآخرة.

(و قال أبو عبد اللّه (ع) ان حب الشرف و الذكر)

(1) أى حب الجاه و الرئاسة و العزة بين الناس و حب الذكر و المدح و الثناء منهم و الشهرة فيهم.

(لا يكونان في قلب الخائف الراهب)

(2) لان حب ذلك من آثار الميل الى الدنيا و أهلها و هما منزهان عنه، و أيضا حبها من الامراض النفسانية المهلكة و الخوف و الرهبة يهذبان النفس منها. و من ثم قالوا: الخوف نار تحرق الوساوس و الهواجس. و ذكر الراهب بعد الخائف من باب ذكر الخاص بعد العام لزيادة الاهتمام اذ الرهبة بمعنى الخشية و هى أخص من الخوف كما مر، و أيضا الراهب هو الخائف التارك لاشغال الدنيا و ملاذها حتى حلالها و المعتزل عن أهلها و المتحمل لمشاقها و مشاق التكاليف و غيرها.

قوله: (ان رجلا ركب البحر)

(3) أراد بالبحر السفينة مجازا من باب تسمية الحال باسم المحل بقرينة رجوع الضمير المستتر في قوله فكسر إليه و الباء في بأهله بمعنى مع.

(الا انتهكها)

(4) انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل و الحرمة بالضم اسم من الاحترام مثل الفرقة من الافتراق و الجمع حرمات «فقال أفرق من هذا» الفرق محركة الخوف يقال فرق فرقا من باب تعب أى خاف و يتعدى بالهمزة فيقال افرقته و انما خافت من اللّه مع كونها مستكرهة لاجل التمكين فلذلك اضطربت لئلا تمكنه بقدر الامكان و يفهم منه أن المستكره على الحرام وجب عليه الدفع على قدر القدرة ليتخلص من العقوبة.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست