responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 211

«فَلٰا تَخْشَوُا النّٰاسَ وَ اخْشَوْنِ» و قال تبارك و تعالى: وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، قال: و قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): إنّ حبّ الشرف و الذّكر لا يكونان في قلب الخائف الرّاهب.

[الحديث الثامن]

8- عليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين صلوات-


و الى العلم الّذي يورث الخوف و الخشية فانا نرى كثيرا من أهل العلوم الدينية و غيرها لا يخشون من اللّه و يفتنون بحب الدنيا و الاستكثار منها و صحبة الامراء و سلاطين الجور للجاه و المال و يميلون معهم حيث مالوا و ينالون الدنيا على أى وجه اتفق و يتبعون اهواء النفس و الشيطان فنقول المراد بهذا العالم العالم الربانى و هو الّذي علم عظمة اللّه و جلاله و عزه و قهره لا على وجه الاعتقاد فقط بل على وجه يحيط نور العلم ظاهر القلب و باطنه بحيث يمنعه من التوجه الى الدنيا و ما فيها فضلا عن الوسائط إليها و يزجره عن متابعة النفس الامارة في هواها و رداها فان هذا العلم هو الّذي يورث الخشية و ثمرته التقوى و الورع و سائر الاخلاق النفسانية و العمل بعلم كتاب اللّه و سنة رسول اللّه، و الاعراض عن الدنيا و أهلها و يرشد الى ما ذكر ما روى عن النبي (ص) أنه قال «أنا أعرفكم باللّه و أشدكم له خشية» فانه كالمفسر للعلم و العالم الخاشى للّه و المخصص لهما [1] هذا، و قال المحقق الطوسى في أوصاف الاشراف أن الخوف و الخشية و ان كانا بمعنى واحد في اللغة الا أن بينهما فرقا بين أرباب القلوب و هو أن الخوف تألم النفس من المكروه المنتظر و العقاب المتوقع بسبب احتمال فعل المنهيات و ترك الطاعات. و الخشية حالة نفسانية تنشأ من الشعور بعظمة الرب و هيبته و خوف الحجب عنه بسبب الوقوف على نقصانه و تقصيره في أداه حق العبودية و رعاية الادب فهى خوف خاص و إليه يرشد قوله تعالى «وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ» و الرهبة قريب من الخشية.

<أقول> و لعل المقصود من الخشية هنا المعنى اللغوى بدليل الاستشهاد بالآية «فَلٰا تَخْشَوُا النّٰاسَ وَ اخْشَوْنِ» دل على أن الخشية و هى شدة الخوف عبادة لان اللّه تعالى أمر بهما كالآية السابقة الا أن الامر فيها وقع ضمنا، ثم من خشى اللّه يخشاه الناس فكفا اللّه من خشيتهم لما مر «وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً» التقوى على مراتب الاولى التبرى عن الكفر و الشرك و هى تحصل بالشهادتين، و ثانيها التجنب عما يوثم، و ثالثها التنزه عما يشغل القلب عن الحق و بناء الكل على الخوف من العقوبة و البعد من الحق، و لعل المراد هنا احدى الاخريين مع


[1] قوله «و المخصص لهما» عطف على المفسر أى هذا الحديث مفسر للعلم و العالم و مخصص لهما بالعلم الموجب للخشية و العالم الخاشى. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست