responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 195

الزّهد عشرة أجزاء، أعلا درجة الزّهد أدنى درجة الورع، و أعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، و أعلى درجة اليقين أدنى درجة الرّضاء.

[الحديث الحادي عشر]

11- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن أسباط، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لقى الحسن بن عليّ (عليهما السلام)


قوله: (الزهد عشرة أجزاء أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع و أعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين و أعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضاء)

(1) دل على أن الرضاء فوق اليقين، و اليقين فوق الورع، و الورع فوق الزهد، وجه الترتيب أن الدنيا رأس كل خطيئة فلا بد للسالك من الزهد فيها أولا، ثم بعد الزهد يسهل له ترك المعصية لان المعصية كلها عائدة الى الدنيا فيحصل له مرتبة الورع. فاذا حصلت له هذه المرتبة قرب من الحق فيحصل له مرتبة عين اليقين أو حق اليقين، و اليقين يوجب المحبة فيحصل له الرضاء لان الرضاء لازم للمحبة و تابع له و على أن لكل واحد منها عشرة أجزاء كل جزء يصدق عليه اسم الكل، فكل جزء من الزهد مثلا زهد فله أفراد متفاوتة و الظاهر أن كل جزء فوقانى مشتمل على جزء تحتانى مع زيادة فعلى هذا الجزء العاشر من الزهد مثلا عبارة عن الزهد على وجه الكمال، و انما قلنا الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون العاشر جزء من الزهد الكامل كالسوابق، و ان شئت زيادة توضيح المقال فنقول على سبيل الاجمال أن كل خصلة من خصال الخير ليست لها مرتبة شخصية لا تقبل الزيادة و النقصان. بل لها عرض عريض يمكن أن يفرض فيها درجات بعضها فوق بعض، و العلم بتلك الدرجات تفصيلا و تعيينا ليس في وسعنا، و انما هو عند أهله ففرضها عشرة و بين تفاوت مراتبها على سبيل الاجمال و تفاوت مراتب بعض الخصال على سبيل التفصيل و أشار بذلك الى أن الرضاء فوق الجميع، و من ثم كان مقام الرضاء فوق جميع مقامات السالكين لان الرضاء ثمرة المحبة الكاملة اذ المحبة في الجملة تكون في كل مؤمن مع انتفاء فضيلة الرضاء عن أكثرهم و المحبة الكاملة ثمرة اليقين باللّه و بكمال ذاته و صفاته و صدق مقاله و حسن فعاله بحيث يرى كل سبب من أسباب المحبة مختصا به، و اليقين ثمرة الورع، و هو الاعراض عن كل ما يوجب الاثم، و الورع ثمرة الزهد و هو الاعراض عن الدنيا و زهراتها المانعة من السير الى الحق، و بالجملة السالك اذا أخذ ما يعنيه و ترك ما لا يعنيه وصل الى مقام المشاهدة و اذا وصل الى هذا المقام يستولى على قلبه المحبة التامة، و اذا حصلت له المحبة حصلت له فضيلة الرضاء فيرضى بكل ما صدر منه كما هو شأن المحب مع محبوبه.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست