responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 183

[الحديث الخامس]

5- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنّ أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) جلس إلى حائط مائل، يقضي بين


بداية و نهاية و غاية فبدايته حق و نهايته حقيقة كما أشار إليه اجمالا بقوله سابقا: ان على كل حق حقيقة و أن المؤمن ينبغى أن يسير في طرق الايمان باكتساب مكارم الاخلاق حتى يبلغ أعلاه و يترقى بالمجاهدة و الوفاء من حضيض النقصان الى أن يبلغ ذراه فلا يزعجه الهوى و لا تحركه الشهوة و المنى و يقبل بكلية قلبه الى المولى و يحقق ما قلنا قوله حتى يعلم لذكر الحقيقة بلفظ الغاية و هو حتى الموضوعة لها فجعلها حقيقة الايمان المترقى إليها باستعمال وظائفه و ليس المراد بهذا العلم العلم بسابق قدر اللّه و نفوذ حكمه فيما قدره و قضاه من عطاء و منع و ضر و نفع لان هذا أول الايمان و حقه الّذي اشترك فيه المؤمنون كلهم [1]. بل المراد و اللّه أعلم يقينيا بالمطلوب بالغا مرتبة عين اليقين حتى كأنه يعاينه كما أخبر حارثة بحضرة النبي (ص) بأنه مؤمن حقا و ادعى حقيقة الايمان فطالبه بامارات تلك الحقيقة التى ادعى بلوغها. فقالوا عزفت نفسى عن الدنيا الى آخر ما ذكره، و ما كان هذا الحديث الا كما روى أن أفضل ايمان المرء أن يعلم أن اللّه معه حيث كان، فلو كان المراد الاعتقاد بأن اللّه معهم أينما كانوا علما و احاطة لم يكن للتفضيل معنى و فائدة لاشتراك الكل فيه فلا بد من أن يراد بلوغ صاحب هذا الايمان


[1] قوله «اشترك فيه المؤمنون كلهم» قد سبق منا مرارا خصوصا في مقدمة الكتاب أن اليقين بالمعنى الّذي ذكره الشارح أولا و هو التصديق الثابت الجازم المطابق للواقع معنى واحد لا يقبل الشدة و الضعف بنفسه و هو مناط الايمان و الاسلام اذ لم يحكم أحد من علماء المسلمين من صدر الاسلام الى زماننا هذا باسلام من يظن صدق رسول اللّه تعالى، و انما يحكم بما يدل على يقينه و علمه المانع من احتمال النقيض فلا بد أن يلتزم بتأويل ما يوهم خلاف ذلك و الاظهر أن يحمل الدرجات و المراتب على درجات تغليب العقل على الوهم. اذ قد يتفق أن يعلم الانسان شيئا علما يقينا و لكن يعارضه وهمه كمن يعلم بعقله أن الميت جماد لا يخاف و لكن يخاف منه بوهمه و من يعلم أن البطالة توجب الحرمان و الفقر و لا يبالى به لمعارضة وهمه و المؤمن يجب أن لا يعتنى بوهمه بكل حال و يغلب عليه، و يلتزم بلوازم يقينه و مثال علم اليقين و عين اليقين و حق اليقين يشير الى هذا التأويل فان الّذي يعلم بوجود النار، و الّذي يراها بعينه كلاهما عالمان.

لا يحتمل عندهما عدم وجود النار لكن العين بابصارها تغلب على الوهم غلبة لا تحصل من العلم.

و الّذي ماس النار و أدرك ألم الحرق يجتنب عنها أكثر ممن لم يدركه و هذا حاصل بالتجربة في أفراد الناس، و في أمثالنا ما معناه لسيع الحية يخاف من الحبل و ذكرنا هناك تأويلا آخر ينطبق على كثير من الروايات. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست