responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 180

[الحديث الثاني]

2- عنه، عن معلّى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط و عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: من صحّة يقين المرء المسلم أن لا يرضي


لا يمكن زواله و هو في الحقيقة مؤلف من علمين: العلم بالمعلوم، و العلم بأن خلاف ذلك العلم محال و له مراتب علم اليقين و عين اليقين و حق اليقين و القرآن ناطق بذلك و الحد في اللغة منتهى كل شيء و نهايته و في العرف التعريف و يمكن إرادة كلا المعنيين: أما الاول فلان التوكل ينتهى الى اليقين و هو منتهاه و أثره اذ الانسان قبل التوكل يظن أن له مدخلا في حصول مهماته فليس له يقين باللّه و صفاته الذاتية و الفعلية كما هو حقه و بعده يرى أن مهماته تحصل على الوجه الاحسن و الاكمل فيحصل له يقين كما هو حقه فاليقين حده و منتهاه. و أما الثانى فلان اليقين أثر من آثار التوكل كما عرفت فتعريفه باليقين تعريف له بأثر من آثاره، و أما جعل الحد بمعنى التعريف و جعل اليقين سببا للتوكل فهو و ان كان محتملا في نفسه لكن لا يناسب ما بعده اذ اليقين سبب لعدم الخوف من غير اللّه دون العكس.

(قلت فما حد اليقين؟ قال ألا تخاف مع اللّه شيئا)

(1) جعل عدم الخوف من غير اللّه نهاية لليقين و أثرا من آثاره أو تعريفا له مبالغة للسببية لان الانسان اذا كملت قوته النظرية باليقين باللّه و صفاته العظام لا يخاف الا من اللّه كما قال عز شأنه «إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ» ثم نقول حد الخوف استعمال الجوارح و الاعضاء فيما خلقت له و صرفها عن غيره. ثم حد هذا تفريغ القلب عما عداه بحيث لا ينظر الى شيء سواه، و لا يرى في الوجود الا اياه فهو منتهى كل غاية و غاية الغايات كما ورد في بعض الروايات.

(قال من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط اللّه)

(2) ليس كل من يدعى اليقين له يقين صحيح صادق مستمر بل لصحته و ثبوته و كونه ملكة علامات، و من علامات صحته أن لا يرضى الناس أبدا بما يوجب سخط اللّه تعالى و غضبه عليه كما هو فعل غير موقن فانه يقول ما يوافق طبع الناس و يعمل ما فيه رضاهم و ان كان فيه سخط الرب لئلا يفوت مقاصده المأمولة منهم، أو لغير ذلك من الاغراض الفاسدة فيترك الامر بالمعروف و النهى عن المنكر و يجالس الفاسقين و الظالمين، و يساهل معهم و يميل الى ما هو مستحسن في طباعهم المعوجة و لا يعلم أن أقل ما يفعل اللّه تعالى بمن جعل رجاه فداء لرضا غيره و سخطه فداء لسخط خلقه بعد مقته هو أن يضرب على قلبه ذل الحجاب و أن يقلب قلب من طلب رضاه ببغضه اياه كما روى من أرضى الناس بسخط اللّه سخط اللّه عليه و أسخط عليه الناس بخلاف الموقن فانه لما كانت ثقته بالحق و اعتماده على لطفه و احسانه مع يقينه بأن الخلق مقهورون مضطرون و أن

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست