7- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و عليّ بن إبراهيم عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه! قال: إنّ من خير رجالكم التقيّ النقيّ، السمح الكفّين، النقيّ الطرفين البرّ بوالديه و لا يلجئ عياله إلى غيره.
(باب فضل اليقين)
[الحديث الأول]
1- الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن مثنّى ابن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: ليس شيء إلّا و له حدّ، قال:
قلت: جعلت فداك فما حدّ التوكّل؟ قال: اليقين، قلت: فما حدّ اليقين؟ قال: ألّا تخاف مع اللّه شيئا.
قوله: (ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا بلى يا رسول اللّه قال ان من خير رجالكم)
(1) لا يقال أول هذا الكلام ينافى آخره في الجملة لان قوله خير رجالكم يفيد أنه الخير مطلقا، و قوله من خير رجالكم يفيد أنه من جملة خير الرجال و بعضهم لانا نقول لعل المراد بالاول الصنف و بالآخر كل فرد من هذا الصنف أو نقول الاخير قرينة على أن المراد بالاول الخير الاضافى بالنسبة الى من لم توجد فيه الصفات المذكورة دون الخير الحقيقى و على الاطلاق.
(التقى النقى السمح الكفين)
(2) «التقى» المحترز عن كل ما يؤثم خوفا من اللّه تعالى و تبعيدا لنفسه عن مخالفته و «النقى» النظيف الظاهر و الباطن من الوسخ النفسانى و الدنس الجسمانى «و السمح» الجواد المعطى و اسناد الجود و الاعطاء الى الكفين لظهورهما منهما و في ذكر الكفين مبالغة في كمالهما.
(النقى الطرفين)
(3) أى الفرجين أو الفرج و اللسان، أو الفرج و البطن، و قيل الوالدين
(و البر بوالديه)
(4) أى المحسن إليهما و المطيع لهما و الرفيق بهما و المتحرى لمحابهما و المتوقى عن مكارههما.
(و لا يلجئ عياله الى غيره)
(5) مع القدرة على انفاق ما يكفيهم يقال: ألجأته إليه و لجأته بالهمزة و التضعيف أى اضطررته و أكرهته.
قوله: (فما حد التوكل؟ قال اليقين)
(6) في المصباح اليقين: العلم الحاصل عن نظر و استدلال، و لهذا لا يسمى علم اللّه يقينا. و في أوصاف الاشراف اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت