responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 167

[الحديث الثالث]

3- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن عبد اللّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: استقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك؟ فقال: يا رسول اللّه! مؤمن حقّا، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): لكلّ شيء حقيقة فما حقيقة قولك؟ فقال:

يا رسول اللّه عزفت نفسي عن الدّنيا فأسهرت ليلي و أظمأت هو اجري و كأنّي أنظر إلى عرش ربي [و] قد وضع للحساب، و كأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة، و كأنّي أسمع عواء أهل النّار في النّار، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): عبد


إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ.

قوله: (فقال يا رسول اللّه مؤمن حقا)

(1) أى كامل في خصال الايمان و هو من سار في طرق الايمان باكتساب مكارم الاعمال و الاخلاق حتى يبلغ أعلاه و ترقى بالمجاهدة و الوفاء من حضيض نقصه الى أن بلغ ذراه، و لما ادعى هذه المرتبة و نطق بدعوى حق الايمان تقاضاه بمصداق ذلك و أماراته و طلب منه بيان آثاره و علاماته

(فقال له رسول اللّه (ص) لكل شيء حقيقة)

(2) أى لكل شيء من الاشياء الظاهرة و الباطنة حقيقة بها تمامه و كماله و غاية إليها انتهائه و مآله

(فما حقيقة قولك)

(3) الظاهر في دعوى ذلك الامر الباطن الكامن؟ و ما غايته المترتبة عليه و ما علاماته الدالة عليه.

(فقال: يا رسول اللّه عزفت نفسى عن الدنيا فاسهرت ليلى و أظمأت هو اجرى و كأنى أنظر الى عرش ربى و قد وضع للحساب، و كأنى أنظر الى أهل الجنة يتزاورون)

(4) أى يزور بعضهم بعضا

(في الجنة و كأنى أسمع عواء أهل النار في النار)

(5) أى صياحهم. و العوى صوت السباع، و كأنه بالدب و الكلب أخص و السالك اذا اجتهد في زيادة العلم و العمل و الاخلاق و قطع تعلقه عن المحسوسات و رسوم العادات و مات مع الحياة بلغ مرتبة عين اليقين و شاهد جمال الاسرار، و انكشف له أحوال الآخرة و الجنة و النار، ثم اذا رجع الى نفسه و نظر الى عالم المحسوسات لا بعين التعلق خطر بباله بعض تلك الاحوال و انتقش في نفسه بعض هذه الآثار و لو شاهد الجنة يجد في نفسه السرور و النشاط، و لو شاهد النار يجد في نفسه الحزن و الخوف. و بالجملة تظهر له حالات مع الحياة كما تظهر بعد الموت الا أن ظهورها بعد الموت لا ينفع بل يوجب الحسرة و الندامة بخلاف ظهورها قبله فانه يوجب السعادة التى هى قرب الحق و الاعراض عن غيره بالكلية، و اعلم أن في هذه الرواية و رواية القاسم بن يزيد دلالة واضحة على أن حارثة استشهد في عهد الرسول (ص) و قال الفاضل الأسترآبادي في رجاله حارثة بن النعمان الانصارى كنيته

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست