تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كلّ مكان، فتروّح إلى النّفس من كلّ مكان و لا تجده حتّى يمنّ اللّه عليك بمنّه و فضله، و رقّة الخليفة أبقاه اللّه فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) وَ السَّلٰامُ عَلىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدىٰ «إِنّٰا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنٰا أَنَّ الْعَذٰابَ عَلىٰ مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلّٰى».
قال الجعفري: فبلغني أنّ كتاب موسى بن جعفر (عليهما السلام) وقع في يدي هارون فلمّا قرأه قال: النّاس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بريء ممّا يرمى به.
تمّ الجزء الثاني من كتاب الكافي و يتلوه بمشيئة اللّه و عونه الجزء الثالث و هو باب كراهية التوقيت و الحمد للّه ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على محمّد و آله أجمعين.
قوله (قبل أن تأخذك الاظفار)
(1) كناية عن الاخذ الشديد بحيث لا يمكن التخلص منه.
قوله (و يلزمك الخناق)
(2) الخنق بكسر النون مصدر خنقه اذا عصر حلقه و الخناق فاعله و الخناق بكسر الخاء و تخفيف النون ما يخنق به من حبل أو وتر أو نحوه، و بضمها داء يمنع نفوذ النفس الى الرية و القلب و المراد سوء حاله و ضيق البلاد عليه.
قوله (من كل مكان)
(3) متعلق بالفعلين على سبيل التنازع.
قوله (فتروح الى النفس من كل مكان و لا تجده)
(4) الظاهر أنه متفرع على الفعل الاخير أى تسير و تغد و الى طلب النفس و الراحة من كل مكان و لا تجده أو لا تجد مكانه
قوله (أبقاه اللّه)
(5) اخبار بأنه أبقاه، أو دعاء له بالبقاء لعله أنه تعالى ابقاه الى مدة فدعاؤه تابعة لارادته عز و جل و حيث لا يجوز الدعاء للظالم بالبقاء لا يجوز اذا جمل الدعاء وسيلة لبقائه على أنه يمكن أن يراد بها صورة الدعاء، و انما جاء بها حفظا لنفسه، و دفعا لما تقرر فى نفس الطاعن السعاية لعلمه بأنه سيقع فى يده.
(6) أى سلام الرسل و الملائكة او السلامة من الفتن و الافات و التخلص من المحن و العقوبات على من اتبع الهدى و طريق الرشاد و استقام فى منهج الحق و سبيل السداد، و انما ختم الكتاب بهذه الآية للتنبيه على أن الرشاد فيما هو فيه من السكون فى دولة العصاة و التصريح بالوعيد على من كذبه و تولى عنه باظهار الخلافة فى تلك الطغاة.
قد فرغت من تسويده يوم الجمعة رابع شهر شعبان المعظم من شهور سنة سبع و ستين بعد الألف حامدا مصليا على محمد و آله الطاهرين- غفر اللّه لى و لوالدى و لجميع المؤمنين- و الحمد للّه رب العالمين.