قال عمر بن اذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود- و قال أبو جعفر (عليه السلام): و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى و كانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل اللّه عزّ و جلّ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي» قال أبو جعفر (عليه السلام): يقول اللّه عزّ و جلّ: لا أنزّل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض.

الى أن قال:

فقال له قم يا على فاننى * * * رضيتك من بعدى إماما و هاديا

هناك دعا اللهم وال وليه * * * و كن للذى عادى عليا معاديا

فقال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له هنيئا لك يا ابن ابى طالب أصبحت و أمسيت مولاى و مولى كل مؤمن و مؤمنة.

و منها ما رواه ابن المغازلى فى كتابه باسناده الى أبى هريرة قال: من صام يوم ثمانى عشرة من ذى الحجة كتب له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيدى على بن أبى طالب (ع) فقال: «أ لست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» قالوا بلى يا رسول اللّه قال «من كنت مولاه فعلى مولاه» فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبى طالب أصبحت مولاى و مولى كل مؤمن و مؤمنة فأنزل اللّه عز و جل «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ».

و فى كتاب الطرائف: روى حديث الغدير محمد بن جرير الطبرى صاحب التاريخ من خمس و عشرين طريقا و افرد له كتابا سماه كتاب العلاة و رواه أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة من مائة و خمسة طرق و افرد له كتابا سماه كتاب الولاة و ذكر محمد بن الحسن الطوسى فى كتاب الاقتصادان قد رواه من مائة و خمس و عشرين طريقا و رواه أحمد بن حنبل فى مسنده من أكثر من خمسة عشر طريقا و رواه الفقيه الشافعى ابن المغازلى فى كتاب المناقب من اثنى عشر طريقا، و ذكر صاحب الطرائف أيضا أنه ذكر ابن عقدة فى الكتاب المذكور الاخبار عن النبي (ص) بذلك و ذكر اسماء الرواة من الصحابة و الكتاب عندى و عليه خط الشيخ العالم الربانى أبو جعفر الطوسى و جماعة من شيوخ الاسلام و هذه أسماء من روى حديث غدير خم عن الصحابة وعد احدا و مائتين من أسماء الصحابة و من اراد ان يعلمها فليرجع الى الطرائف.

قوله (فأنزل اللّه عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)

(1) روى مسلم فى صحيحه باسناده عن طارق بن شهاب قال قال يهودى لعمر: لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰامَ دِيناً» و نعلم اليوم الّذي انزلت فيه لاتخذنا