(1) يعني العالم الرّاسخ في العلم و هو الرّباني الّذي يجب الاقتداء به و الاهتداء بنوره و الاقتباس من مشكاة فضله
(ثلاث علامات)
(2) يعرف هو بها
(العلم و الحلم و الصمت)
(3) هنا إشكال و هو أنّ العلم أمر قلبيّ لا يمكن الوقوف عليه إلّا بعلامة فالعلامة هذه دون العلم، و على تقدير الوقوف لا يصلح جعله علامة لأنّه كتعريف الشيء بنفسه، و الجواب أنّ المراد بالعلم آثاره أعنى الأقوال و الأفعال الواقعة على نهج الصواب، و بمثل هذا الجواب يندفع ما يمكن أن يقال من أنّ الحلم من الكيفيّات النفسانيّة المستورة مثل العلم فكيف يجعل علامة له و وجه الدّفع أنّ المراد به آثاره أعنى سكون الأعضاء و عدم حركتها بسهولة نحو الانتقام و هذا الجواب أولى من الجواب بأنّ العلامة مجموع هذه الثلاثة من حيث المجموع و لا يلزم منه أن يكون كلّ جزء علامة لانّ العلم إن لم يكن له مدخل في العلامة أصلا لا يفيد انضمامه كما لا يصحّ انفراده و من الجواب بأن المطلوب معرفة العالم الحقيقي الّذي يصحّ الاقتداء به و العلم الّذي هو إحدى علاماته ليس نفس العلم الّذي هو به عالم حقيقي، فإنّ هذا العلم نور ربّاني يقذفه اللّه تعالى في قلب من يشاء من عباده و ذلك العلم كرشحة من بحر ذلك النور و قطرة منه فيجوز أن يكون من جملة علاماته و لا يكون من باب تعريف الشيء بنفسه لأنّ التفاوت بينهما مثل التفاوت بين القطرة و البحر، و ذلك لأنّ دلالة هذا العلم الناقص على العلم الكامل الحقيقي ممنوعة كيف و لا دلالة للقطرة على البحر على أنّ هذا الجواب لا يقطع مادّة الإشكال بالكليّة فليتأمّل
(و للمتكلف)
(4) بالعلم المنتسب إليه الّذي جمع شيئا من أقوال العلماء و مذاهب الحكماء و أخذ الرطب و اليابس من كلّ صنف و يتكلّف و يدّعي أنّه عالم راسخ في العلم و يجعله وسيلة لتورّط الشبهات و ارتكاب الخصومات و ذريعة لنيل الشهوات
(ثلاث علامات ينازع من فوقه)
(5) من أهل العلم الّذي يجب عليه الاطاعة و الانقياد له
(بالمعصية)
(6) و عدم الإطاعة و الانقياد فكلّما تكلّم هذا العالم الفوقاني بالمعارف الإلهيّة و النواميس الرّبّانيّة و الأحكام النبويّة و سطع نور من أفق جنانه و لمع ضوء من