..........

روي عنه أبو حمزة الثمالى، و قيل: هو عمرو بن عبد اللّه بن على السبيعى و هذا القول موافق لما في شرح الكرمانى لصحيح البخاري كما أشار إليه بعض الأفاضل، و قال في القاموس السبيع- كأمير- ابن سبع أبو بطن من همدان و منهم الامام أبو إسحاق عمرو بن عبد اللّه و محلّة بالكوفة منسوبة إليهم أيضا، و قال في النهاية الأثيرية السبيع بفتح السين و كسر الباء محلّة من محال الكوفة منسوبة إلى قبيلة و هم بنو سبيع من همدان

(عمّن حدّثه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أيّها الناس اعلموا)

(1) يجوز أن يكون بمنزلة اللّازم بحذف مفعوله نسيا منسيّا ففيه ترغيب في تحصيل ماهيّة العلم و ما بعده تعليل له استيناف. و أن يكون متعدّيا و مفعوله قوله

(انّ كمال الدّين طلب العلم و العمل به)

(2) الظاهر أنّ المراد بهذا العلم العلم المتعلّق بكيفيّة العمل، و يحتمل أن يراد به العلم المتعلّق بمعرفة اللّه و ما يليق به و معرفة النبيّ و الأئمة (عليهم السلام) و معرفة ما يجب معرفته عقلا و شرعا، و هو الّذي يجب التديّن به و الاعتقاد له و العكوف عليه و المحافظة له، ثمّ العمل بمقتضاه إن كان المقصود منه العمل فيصير بذلك عالما ربّانيّا، قال اللّه تعالى «كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ» قال الأزهري: هم أرباب العلم الّذين يعملون بما يعلمون و بهما يتحقّق كمال الدّين و تمامه. أقول: و سرّ ذلك أنّ بالعلم يعرف واضح الدّين و حدوده و أحكامه و لواحقه و شرائطه و مداخله و مخارجه و مصالحه و مفاسده و بالعمل يحقّقه و يقيمه و يوجده و يضع كلّ واحد من أجزائه في موضعه و يخرجه من حيّز البطون إلى حيّز الظهور، فلولا العلم بطل العمل و لو لا العمل بطل العلم و صار بلا فائدة و ذلك كما إذا قصدت بناء دار معيّنة محدودة بحدود معيّنة و موصوفة بصفات مخصوصة و موضوعة على أركان و هيئة معلومة عندك و طلبت بناءها من زيد فلا بدّ لزيد من أن يعلم مقصودك المشتمل على تفاصيل مذكورة ثمّ يشتغل بالعمل و يينيها على نحو ما قصدت ليتمّ على وجه الكمال كما أردت فلو اشتغل بالبناء من غير أن يعلم مقصودك لكان ما يبنيه غير موافق لمقصودك غالبا إذ الاتّفاق نادر جدّا، و لو علم مقصودك و لم يشتغل بالعمل لم ينفعه ذلك العلم و لم يستحقّ منك الثناء و الأجر و من هاهنا ظهر أنّ