responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 73

..........


على كمال سلطنة مالكه و عظمة صانعه و على كثرة جنوده التابعين لأوامره و الدّاعي هو أهل السموات من الرّوحانيّين و الملائكة المقرّبين و أرواح القدّيسين و في تنكير عظيما دلالة على التعظيم و التفخيم كأنّه لا يبلغ إلى كنه عظمته إدراك الرّوحانيين فضلا عن غيرهم

(فقيل: تعلّم للّه و عمل للّه و علّم للّه)

(1) الفاء للتفصيل و تفسير الدعاء مثل الفاء في قوله تعالى «وَ نٰادىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقٰالَ (رَبِّ) إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي» ثمّ هذا القول إمّا من باب الإخبار و الإعلام على من لا يعلمه من الرّوحانيين و الملائكة المقرّبين كما وعد اللّه سبحانه بإظهار محاسن عباده عليهم ليمدحوهم و يثنوا عليهم و يدعوا لهم، و إمّا من باب التعجّب في حسن هذه الأفعال و عظمة فاعلها و كثرة أجرها، و يحتمل أن يكون المراد أنّ الفاعل بسبب هذه الأفعال اتّصل اتّصالا معنويّا بعالم المجرّدات [1] و التحق بأهل ملكوت السموات و سمّى عظيما فيما بينهم بالنسبة إليهم لاكتسابه هذه الصفات بالمجاهدات النفسانيّة فما أعظم شأن فضيلة هذه الصفات حيث تجعل الإنسان السفلى أعظم من أهل الملكوت السماوي العلوي و يحتمل أيضا أنّه دعي في الآخرة عظيما بالتعبير عنها بملكوت السموات و هذا الاحتمال بناء على ما قيل من أنّ المراد بملكوت كلّ شيء باطنه فإنّ لهذا العالم الحسّي الشهادي صورة باطنة غيبيّة نسبتها إليه كنسبة الرّوح إلى البدن فهي أشرف من هذا العالم و هي عالم الآخرة [2] عبّر عنها بملكوت السموات


[1] الاتصال بعالم المجردات الّذي يسمى في عرف الحكماء بعالم العقول و اتحاد النفس الناطقة به مشروح و مبين في كتب صدر المتألهين و هذا مبنى على كون المراد بالسماوات العالم الروحانى اذ قد يطلق السماء على ذلك العالم (ش).

[2] يعنى أن عالم الآخرة بالنسبة الى هذا العالم كالروح للبدن موجود و ليس بمرئى و الملكوت باطن الشيء و لكن لما كان المناسب أن يقال ملكوت السماء و الارض اذ لا وجه لتخصيصه بالسماء لان الآخرة في باطن هذا العالم بجملته لا في باطن السماء فقط استدرك الشارح هذا التوهم بان وجه التخصيص كون السموات اشرف اجزاء العالم المحسوس فاطلاق ملكوت السماء اولى من اطلاق ملكوت الارض عليه. أقول و ذلك لان الكلام في الجنة و لو كان الكلام في النار لكان اطلاق ملكوت الارض مناسبا بل ورد أن جهنم تحت البحر و هو أسفل مكان في هذا العالم مقابل السماء و مع ذلك ففى مراد الشارح نوع غموض و ظاهر كلام بعضهم أن الآخرة هى هذه الدنيا في زمان متأخر و ليس عالما آخر وراء هذه في نشأة اخرى و لكن ما دل على وجود الجنة و النار فعلا و ان رسول اللّه (ص) دخل الجنة و اطلع على النار ليلة المعراج و امثالها دل الشارح على وجود الآخرة في نشأة غير عالمنا المادى اذ لا يسعها (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست