(1) فيه ترغيب على دوام ملازمة العلماء و مجالستهم و مصاحبتهم ليتنوّر القلب بأنوار قلوبهم
(التابع للحلماء)
(2) فيه تنبيه على أنّ مجرّد الملازمة لا يكفى في حصول المقصود أعني إصلاح الحال بل لا بدّ من أن يكون تابعا لاقوالهم و أعمالهم و عقايدهم مع ما فيه من الإيماء إلى أنّ العالم ما لم يكن حليما سليما عن مقتضيات القوّة الغضبية و الشهويّة ليس له شرف الاقتداء به
(القابل عن الحكماء)
(3) فيه تحريص على قبول العلم و أخذه من الحكيم و لو بواسطة و قد يقال: المراد بالحكماء الأنبياء و بالحلماء الأوصياء، و بالعلماء أهل العلم من الشيعة، و قد اختلف أقوال الاكابر في الفرق بين العالم و الحكيم فقيل: العالم طبيب الدّين بأدوية الحقّ و الصدق و و التصفّح و التعطّف و قيل: من يخلص الناس من أيدي الشياطين، و قيل، هو من لان قلبه و حسن خلقه و رقّ ذكره و دقّ فكره و لا يطمع و لا يبخل، و قيل غير ذلك.
مصابيح الانام بكلّ أرض * * * هم العلماء أبناء الكرام
فلو لا علمهم في كلّ واد * * * كنور البدر لاح بلا غمام
لكان الدّين يدرس كلّ حين * * * كما درس الرّسوم من الرّهام
[1]» و قيل: الحكيم هو الّذي يطلب ما ينفعه و يترك ما يضرّه و يقرب منه ما قيل هم العدل الآخذ بالحقّ و الصواب قولا و عملا، و قيل: هو من لا يغضب على من عصى و لا يحقد على من جفا، و قيل: هو من كان كلّ أفعاله صوابا و لا يدخل في اختياره خلل و لا فساد، و قيل: ليس الحكيم الّذي يجمع العلم الكثير لكنّ الحكيم الّذي يعرف صواب ماله و ما عليه، و قيل: الحكماء للاخلاق كالاطباء للاجساد، و قيل: لعالم: من الحكيم؟ قال: من تعلّق بثلاثة فيها علم الأوّلين و الآخرين، قيل: و ما هي قال: تقديم الامر، و اجتناب النهى، و اتّباع السنّة.
و كيف تريد أن تدعى حكيما * * * و أنت لكلّ ما تهوى ركوب
لعلّ العمر أكثره تولّى * * * و قد قرب الرّدى فمتى تتوب
و روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: العلم نهر و الحكمة بحر و العلماء
[1] الرهام جمع الرهمة- بكسر الراء- و هى المطر الخفيف الدائم.