مستندة إلى شائبة علم و لو بالتقليد عن العالم بواسطة أو بغيرها و إلّا فهى بدون ذلك ظلمة و تعب بلا نفع إذ لا عبرة بعبادة صدرت بمجرّد الأهواء الباطلة و الآراء الفاسدة و في هذا التشبيه فوائد أخر غير الفوائد المذكورة و هي التنبيه على أنّ العلم نور يهتدى به إلى المقصود، فى ظلمات الطبيعة كما أنّ بنور القمر يهتدى المسافر إلى طريق المقصود، و على أنّ ذلك النور يتفاوت بحسب تفاوت القرب و البعد من نور الحقّ كما أنّ نور القمر يتفاوت بحسب تفاوت قربه و بعده من الشمس [1] و بذلك التفاوت يتفاوت نورهم في القيمة، فمنهم من نوره بحيث لا يعرف قدره إلّا اللّه سبحانه، و منهم من نوره إلى مدّ بصره، و منهم من نوره دون ذلك، و بحسب هذا التفاوت يتفاوت مرورهم على الصراط سرعة و بطءا فمنهم من يمرّه كالبرق الخاطف و منهم يمرّه كالطيران، و منهم من يمرّه كعد و الفرس الجواد، إلى غير ذلك من مراتب الشدّة و الضعف و على أنّ العالم بعد بلوغه حدّ الكمال لا بدّ أن يعود إلى نور الحقّ بالتدريج و حسن السير حتّى يرى نوره مضمحلا في نوره بل يضلّ نفسه بين يديه و يمحو بالقرب منه كما أنّ القمر بعد كماله يعود إلى الشمس حتى يضمحلّ نوره في نورها
(و إنّ العلماء ورثة الأنبياء و إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا و لا درهما و لكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحفظ وافر)
(1) قد مرّ شرحه مفصّلا.
[الحديث الثاني]
«الاصل»
2- «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل» «ابن صالح، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنّ الّذي يعلّم العلم» «منكم له أجر مثل أجر المتعلّم و له الفضل عليه، فتعلّموا العلم من حملة العلم»
[1] التشبه في اصل التفاوت لا في كيفيته فان القمر كلما قرب من الشمس ضعف نوره و كلما بعد عنها قوى ففى حال الاجتماع مع الشمس ينمحى نوره و البدر عند ما يكون بينهما نصف دور الفلك، و أما العقل فكلما قرب الى اللّه تعالى ازداد نوره و قوى (ش).