فالمحبّ لأهل العلم منتسب إليهم كالمتعلّم و هما رفقاؤهم في الدنيا و الآخرة و حسن اولئك رفيقا، هذا و قد جوّز بعض المتأخرين أن يقرأ «ببعضهم» بالعين المهملة و قدّر مضافا أي بعداوة بعضهم يعنى بعض هذه الثلاثة، فانظر أيّها اللّبيب إلى قلّة تدبّره و خفّة سير عقله حثيثا و قل فَمٰا لِهٰؤُلٰاءِ الْقَوْمِ لٰا يَكٰادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً[1].
[الحديث الرابع]
«الاصل»
4- «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن جميل، عن» «أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يغدو النّاس على ثلاثة أصناف عالم و متعلّم» «و غثاء، فنحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون، و سائر الناس غثاء».
«الشرح»
(عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن جميل، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال سمعته يقول: يغدو الناس على ثلاثة أصناف عالم و متعلّم)
(1) من ذلك العالم
(و غثاء، فنحن
[1] لا ريب في بعد هذا الوجه و هذه القراءة، لكن لا يستحق هذا التعنيف الشديد و اما علة عدول القائل فلعله كان من الاخباريين المبغضين للعلماء و القادحين فيهم فلم يرض بان يجعل نفسه من الهالكين فقال ان الهلاك يحصل يبغض بعضهم و لا يحصل ببغض بعضهم الاخر فلا يهلك اذا أبغض المجتهدين انما يهلك اذا أبغض الاخباريين و قد رأينا فيهم من أبغض الشيخ الطوسى و العلامة الحلى و كل من قسم الاحاديث الى الصحيح و السقيم و كل من نظر في الروايات بنظر الدقة و كل من حكم بضعف احد الرجال و بعض الرواة، و منهم من نسب علماء الرجال الى ضعف الايمان و عدم المعرفة بالأئمة (عليهم السلام). نعوذ باللّه من الغرور. او لعل القائل كان من الزهاد المعرضين عن الدنيا و أراد بكلامه أن بعض العلماء لا يهلك مبغضهم و هم اهل الرئاسة و المقبلون على حطام الدنيا و القائمون على ابواب الملوك المعاونون الهم المقصرون في العلم على ما يزيد في جاههم المعرضون عما يهذب النفس و يعرفهم طريق الآخرة (ش).