«الشرح»

(عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ على كلّ حقّ حقيقة و على كلّ صواب نورا)

(1) لعلّ المراد بالحقّ الخبر المطابق للواقع، و المراد بحقيقته ماهيّته الموجودة فيه و كلمة «على» مع أنّ الظاهر أن يقول لكلّ حقّ إمّا للتنبيه بالاستعلاء على أنّ حقّية كلّ خبر باعتبار حقيقته الموجود في نفس الأمر إذ لو لم يكن له تلك الحقيقة لم يكن حقّا، و إمّا باعتبار المجانسة مع قوله «و على كلّ صواب نورا» أي و على كلّ اعتقاد مطابق للواقع و صور علميّة مطابقة لما في نفس الأمر برهانا فيه [1] و سمّي البرهان نورا لأنّ البرهان آلة للنفس في ظهور المعقولات كما أنّ النور آلة للحواسّ في ظهور المحسوسات و لا ريب أنّ كلّ ما هو حقّ كان حقيقة الموجودة في نفس الأمر موجودة في الكتاب و كلّ ما هو صواب كان برهانه موجودا فيه و إلّا فلا يكونان موجودين في نفس الأمر بناء على أنّ كلّ موجود في نفس الأمر موجود في الكتاب فما لم يكن موجودا في الكتاب لم يكن موجودا في نفس الأمر فإذن كتاب اللّه تعالى ميزان عدل لتمييز الحقّ عن الباطل و الصواب عن الخطأ فإذا أردتم التمييز بين هذه الأشياء؟؟؟ وزنوا عقائدكم و ما ورد عليكم من الرّوايات بكتاب اللّه تعالى

(فما وافق كتاب اللّه تعالى فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه)

(2) فإنّه باطل و خطأ و ليس له حقيقة و نور و ملخّص القول فيه أنّكم إن أرتم أن تعرفوا حقّية الخبر و الاعتقاد فانظروا فإن كان له حقيقة و نور أي أصل أخذ منه ذلك الخبر و الاعتقاد و ذلك الأصل هو الكتاب فهو حقّ و صواب و إلّا فهو باطل و خطأ و اللّه أعلم.

[1] لا ريب في ان العقل مما يميز به الصحيح من السقيم و عليه عمل علمائنا و يدل عليه غير واحد الروايات و قد روى الشيخ ابو الفتوح في تفسيره ج 3 ص 392 (طبعه الّذي عليه تعاليقنا) حديثا عن النبي (ص) ما هذا لفظه «اذا أتاكم عنى حديث فاعرضوه على كتاب اللّه و حجة عقولكم فان وافقهما فاقبلوه و الا فاضربوا به عرض الجدار» و قد رد أو اوّل اخبار الجبر و التجسيم و نسبة المعاصى الى الأنبياء لهذه العلة. (مش)