في التكثير و التحقيق كما صرّح به أرباب العربيّة منهم ابن الحاجب، فإن كان المراد بها هنا التقليل فالمناسب الإضراب و إن كان المراد بها التكثير فالمناسب هو التأكيد
(و كنت إذا دخلت بعض منازله أخلاني)
(1) أي أخلانيه بحذف المفعول يعني جعله خاليا لي
(و أقام عنّي نساءه)
(2) العطف للتفسير و وجه إخراجهنّ مع كونهنّ اجنبيّات القصد إلى عدم سماعهنّ ما يلقي إلى وصيه (عليه السلام) من الأسرار الالهيّة
(فلا يبقى عنده غيري و إذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم يقم عنّي فاطمة و لا أحد من بنيّ)
(3) لأنّ تعليمهم أيضا كان مقصودا
(و كنت إذا سألته)
(4) عن كلّ ما اشتبه عليّ و عن كلّ ما أردت تعلّمه
(أجابني)
(5) عنه و علّمنيه
(و إذا سكت عنه)
(6) أي عن السؤال
(و فنيت مسائلي ابتدأني)
(7) في التعليم كلّ ذلك لكمال لطفه و شفقته عليّ و نهاية اهتمامه على هدايتي إلى الأسرار الالهيّة، و فيه إرشاد للمعلّم الرّبّاني إلى كيفيّة التعليم لمتعلّمه إذا وجده أهلا لذلك
(فما نزلت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ)
(8) الاملاء منقوص يائيّ لا مهموز تقول: أمليت الكتاب إذا أنشأت ألفاظه و معانيه
(فكتبتها بخطّي)
(9) و هو المصحف الّذي جاء به للصحابة بعد وفاة النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) فلم يقبلوه منه
(و علّمني تأويلها و تفسيرها)
(10) قيل التأويل إرجاع الكلام و صرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه [1] مأخوذ من آل يؤل إذا رجع و قد تقرّر أنّ لكلّ آية ظهرا و بطنا، و المراد أنّه (صلى اللّه عليه و آله) اطّلعه على تلك البطون المصونة و علّمه تلك الأسرار المكنونة، و التفسير كشف معنى اللّفظ و إظهاره مأخوذ من الفسر و هو مقلوب السفر يقال أسفرت المرأة على وجهها إذا كشفته و اسفرّ الصبح إذا ظهر
(و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصّها و
[1] تخصيص التأويل بما ذكره الشارح لعله اصطلاح جديد و هذا مثل تاويل يد اللّه بقدرة اللّه و استوى بمعنى استولى و القدماء كثيرا ما كانوا يذكرون في ما يعنونونه بالتأويل امورا لا تنافى الظاهر بل ترى في تفسير الطبرى اكثر ما نسميه تفسيرا معنونا بالتأويل و راجع في ذلك مقدمة كتاب مجمع البيان و تفسير ابى الفتوح الرازى و غيره. (ش)