القول و جعله اسم يكون و فيها خبره مع إضمار العائد إلى «ما» و كأنّ الرّجل بعد ما أجابه (عليه السلام) عن مسألته قال له: أخبرني عن رأيك و سأل عن حكمها بقياسها إلى حكم مسئلة اخرى
(فقال له مه)
(1) زجره و منعه عن هذا القول و أمره بالكفّ عنه لأنّه قول بالرّأي و القياس و «مه» كلمة بنيت على السكون و هو اسم سمّي به الفعل و معناه اكفف
(ما أجبتك فيه من شيء)
(2) «ما» موصولة و «من» بيان له و ضمير فيه عائد إلى «ما» أو إلى ما سأله ذلك الرّجل و العائد إلى «ما» محذوف يعني الشيء الّذي أجبتك فيه أو الشيء الّذي أجبتك به فيما سألت عنه
(فهو عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله))
(3) لا عن الرّأي و القياس حتّى تأتي بصورة المناظرة بالقياس و تقول: أخبرني ما رأيك في تلك المسألة
(لسنا من أ رأيت في شيء)
(4) أي لسنا من أهل السؤال عنهم بأرأيت و وخامة أمره لأنّ أ رأيت استخبار عن الرّأي و لسنا أهل البيت نقول بالرّأي في شيء من الأحكام بل كلّ ما نقول فيها أخذناه عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و أخذه رسول اللّه عن جبرئيل (عليه السلام) و أخذه جبرئيل عن اللّه جلّ شأنه، و فيه مبالغة بليغة في البراءة عن الرّأي و أصحابه و بطلان القياس لأنّهم (عليهم السلام) إذا لم يقولوا في الشريعة بالرّأي و القياس مع علمهم بعلل الأحكام و أسبابها و مصالحها فغيرهم أولى بذلك.
[الحديث الثاني و العشرون]
«الاصل»
22- «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه مرسلا قال:» «قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتّخذوا من دون اللّه وليجة فلا تكونوا مؤمنين فانّ» «كلّ سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة منقطع إلّا ما» «أثبته القرآن».
«الشرح»
(عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه مرسلا قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتّخذوا من دون اللّه وليجة فلا تكونوا مؤمنين)