18- «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن» «الحسين بن ميّاح، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ إبليس قاس نفسه» «بآدم فقال: «خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»*و لو قاس الجوهر الّذي خلق اللّه» «منه آدم (عليه السلام) بالنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء من النار».
«الشرح»
(محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن الحسين ابن ميّاح)
(1) بفتح الميم و تشديد الياء المثنّاة من تحت و الحاء المهملة أخيرا
(عن أبيه)
(2) هو و ابنه ضعيفان غاليان في مذهبهما قيل في بعض النسخ الحسين بن جناح عن أبيه» و هو جناح بن رزين بالجيم و النون من أصحاب أبي عبد اللّه (عليه السلام) ذكره الشيخ في كتاب الرّجال
(عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ إبليس)
(3) إبليس من رحمة اللّه و أي يئس و منه سمّي إبليس و كان اسمه عزازيل
(قاس نفسه بآدم فقال:
خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ* فلو قاس الجوهر الّذي خلق اللّه منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء من النار)
(4) خالف إبليس النصّ الصريح حيث أمره اللّه تعالى بالسجود لآدم و عارضه بالقياس فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ* يعني أنّ النار المضيئة أشرف من الطين المظلم فأنا أشرف و أفضل من آدم لأنّ تكوّني من النار و تكوّنه من الطين [1] و الأشرف كيف يسجد للأخس و الأفضل
[1] كان ابليس من الماديين يزعم ان شيئية الاشياء بمادتها و يدل الحديث على مذهب اهل الحق و ان الشيء بصورته و بيان ذلك ان الشيء قد يتغير مادته مع بقاء صورته كالانسان من اوّل عمره الى آخره يتبدل مرارا و هو هو و قد يتغير صورته مع بقاء مادته كجسد الانسان بعد موته يصير دودا أو حشرات و ليست هى الانسان الاول فالانسان انسان بصورته و ان كان له شرف و فضل على ابليس فذلك بصورته التى هى نفسه لا بمادته الطينية كما ان العقاقير و الادوية و المعادن لها خواص و آثار لصورتها لا لمادتها فلو جزئت الى عناصرها الاولية لم تكن لها تلك الخواص و قالوا ان الخمر مركبة من الماء و الكربون اى الفحم بنسبة معلومة و لو شرب أحد الماء و الكربون بتلك النسبة لم يسكر مع أن مادة الخمر فيها، و لو قطع يد السارق بعد سبع سنين لم يكن ظلما و ان كان هذه اليد ليست تلك اليد السارقة قبل سبع سنين مادة و لو عذب احد الدود و الحشرات المخلوقة من بدن العاصى لم يكن محقا مصيبا لان تلك الحشرات ليست هى الانسان الّذي عصى و ان كانت من مادته و بالجملة فالمادة يجب أن لا ينظر إليها في هذه الامور اصلا و اللعين ابليس كان على خلاف ذلك و هو ملهم الماديين.
و في هذا الحديث أيضا دلالة على أن النور يطلق على النور العقلى المجرد الّذي هو روح الانسان و عقله و هو أشد ضياء من و هم ابليس، و يزال منه استبعاد ما ورد في بعض أحاديث الآخرة من منبر النور و الناقة من النور. و ما يقال كيف يمكن للانسان أن يجلس على النور و تحمله الناقة من النور و كيف يحصر النور في صورة الجسم و الجواب كما يحصر النور في الانسان و هو عقله. (ش)