responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 249

..........


تلك المشابهة، و يحتمل أن يكون المراد أنّ الناس أبناء ما يعلمونه فإن كان لهم علم و معرفة و دين فلهم الشرف و الحسب بهذا النسب الروحاني و لهم الافتخار به و إلّا فلا شرف و لا حسب لهم و ليس لهم إظهار الشرف و الافتخار بالنسب الجسداني و القصد فيه أنّ الشرف منحصر في النسب العلمي و الدّيني و لا عبرة بشرف يدّعى من جهة النسب الجسداني

(و قدر كلّ امرئ ما يحسن)

(1) أي قدر كلّ رجل و العزّة و الشرف في الدّنيا و الآخرة ما يعلمه فإن لم يكن له علم فلا قدر له و إن كان له علم فله قدر و شرف بقدر علمه و ما يتبعه من العمل للّه و المحبّة له و الميل إليه و الإعراض عن الدّنيا و يتفاوت ذلك بحسب تفاوت درجات العلم و العمل و المحبّة، و هذه الكلمة أيضا من جوامع الكلم الّتي جاءت على أشرف السياقة و ألطف البلاغة، و لمّا أشار إلى أنّ قدر الرّجل و شرفه بالعلم حثّ على إظهاره بقوله

(فتكلّموا في العلم تبين أقداركم)

(2) تبين مجزوم بالشرط المقدّر بعد الأمر، و اصله تتبين حذفت إحدى التائين للتخفيف و في نهج البلاغة «تكلموا تعرفوا فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه» أي حال المرء بحذف المضاف المخبوء المستور يعني أنّ الرّجل إذا تكلّم يتّضح حاله و يظهر كونه فصيحا أو معجما عالما أو جاهلا خيرا أو شرا و إن لم ينطق كان جميع ذلك مستورا عليه عند العامّة و فيه رجحان المكالمة و المباحثة في العلم لإظهار القدر و المرتبة و كان ذلك إذا كان المقصود إظهار القدر لهداية بني نوعه إلى المقاصد الدّينيّة، و هذا راجح قطعا بل قد يكون واجبا لأنّ العالم بعد تكميل جوهره بالعلوم و الكمالات اللّائقة و علمه بصراط الحقّ كان مأمورا بهداية الخلق و إرشادهم إليه و ذلك لا يتمّ و لا يتمشّى إلّا بأن يعلموا أنّ له منزلة رفيعة و شرفا جسيما و قدرا عظيما في العلم و لا يحصل لهم العلم بذلك إلّا بأن يتكلم في العلوم و المعارف ليظهر قدره و شرفه بحيث لا يقدر أحد على إنكاره و هكذا كانت حال الأنبياء و الرّسل في إظهار حالهم و قدرهم بالمعجزات و الدّلالات.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست