responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 233

..........


ما طعامه؟ قال: علمه الّذي يأخذه عمّن يأخذه)

(1) [1] الإنسان مركّب من جوهرين يطلق هذا الاسم على كلّ منهما أحدهما هذا الهيكل المحسوس و له عوارض مخصوصة به مثل حسن المنظر و قبحه و طول المقدار و قصره و سواد اللّون و بياضه و صحّة العضو و فساده فإنّه كلّما يقال مثلا: هذا الإنسان حسن الوجه يراد به هذا الهيكل، و ثانيهما الجوهر العاقل و هو النفس الناطقة و له عوارض مخصوصة به مثل الإدراك و التعقّل و النظر في المعقولات و التفكّر فيها فإنّه كلّما يقال: الإنسان نظر إلى كذا مثلا يراد به ذلك الجوهر و كما أنّ كمالات هذا الهيكل الّتي تكون له عند تمام نشوه و نموّه بالقوّة عند بدء فطرته و أوان طفوليّته و هو يحتاج في حركته من القوّة إلى الفعل إلى غذاء جسماني شبيه به في الجسميّة لينضمّ به و يزيد مقداره حتّى يبلغ إلى غاية كماله و لا يجوز له طلب هذا الغذاء و أخذه من أي طريق كان بل لا بدّ من أخذه من طريق خاصّ قدّر له خالقه كذلك كمالات ذلك الجوهر المستور الّتي تكون له عند تمام نشوه و نموّه و بلوغه إلى الغاية القصوى بالقوّة عند تعلّقه بذلك الهيكل و أوان هيولانيّته و هو يحتاج في حركته من القوّة إلى الفعل إلى طعام و غذاء روحاني شبيه به في الرّوحانيّة و هو العلم و المعرفة ليقويه و ينقله من حال إلى حال حتّى يبلغ إلى غاية كماله و لا يجوز له طلب هذا الغذاء و أخذه إلّا ممّن يجوز أخذه منه و هو من عيّنه الخالق لتربية أرواح الخلائق و تغذية نفوسهم إذا عرفت هذا فقد علمت أن تفسير الآية بما ذكر تفسير قريب لأنّ النظر مختصّ بذلك الجوهر و الطعام هو ما يتغذّى به و يلتذّ به مشترك بين الجسماني و الرّوحاني


[1] الآية في سورة عبس و بعده «أَنّٰا صَبَبْنَا الْمٰاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنٰا فِيهٰا حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا» و قال العلامة المجلسى- (رحمه اللّه)- فى بيانه: هذا أحد بطون الآية الكريمة، و على هذا التأويل المراد بالماء: العلوم الفائضة منه تعالى فانها سبب لحياة القلوب و عمارتها، و بالارض: القلوب و الارواح، و بتلك الثمرات: ثمرات تلك العلوم.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست