responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 230

..........


بقوم فهو منهم» هذا كلامه و أورد عليه [1] بأنّ كون حفظ ألفاظ الحديث طاعة يقتضي أن يكون للحافظ أجر كأجر سائر الطاعات البدنيّة لا كأجر الفقاهة الّتي هي من الصفات القلبيّة و الطاعات العقليّة و لا دلالة فيما نقله من الحديث النبويّ إلّا على كون الحافظ لألفاظ الحديث مرحوما لا على أنّ له في القيمة درجة العلماء و الثاني هو المبحوث عنه دون الأوّل و قوله «من تشبّه بقوم فهو منهم» [2] على تقدير جريانه في كلّ نوع لا يفيد هنا لأنّ التشبّه غير محقّق هنا إذ العلم من الامور العقليّة الباطنيّة و أنّى يحصل التشبّه بالعالم بمجرّد حفظ الألفاظ المسموعة و الحقّ أنّ للحفظ مراتب كثيرة مرجعها إلي ثلاثة: الاولى حفظ صور الألفاظ إمّا في الخيال أو في الكتابة، الثانية ذلك مع حفظ معانيها الأوّلية الّتي يصل إليها أفهام أكثر الناس، الثالثة ذلك مع حفظ معانيها العقليّة و حقائقها العرفانيّة و العمل بها.

و لكلّ واحد من الحفظة أجر و ثواب على حسب مقامه و مرتبته و الأظهر عند من له بصيرة قلبيّة أنّ المراد بالحفظ هنا الّذي يستحقّ به الحافظ أن يبعثه اللّه يوم القيمة عالما فقيها هو الحفظ بالمعنى الثالث، و أمّا غيره من أقسام الحفظ فيترتّب عليه أجر و ثواب و لكن أجره من قبيل أجر الأعمال البدنيّة و نحوها، و ممّا يدلّ على أنّ العلم و العمل داخلان في مفهوم الحفظ المترتّب عليه الجزاء المذكور ما رواه الصدوق بإسناده في الخصال عن النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) في وصية علي (عليه السلام) و هو حديث


[1] المورد هو صدر المتألهين- (قدس سره)- و كذلك كثير مما يعتنى به من تحقيقات الشارح مقتبس منه- (قدس سرهما)- فكفى بالرجل فخرا أن يليق بالاستفادة من ذلك العلم العيلم و البحر الخضم الّذي حار دون ادراك فضله عقول اولى الهمم و مع ذلك فلا أرى كثير فرق بين كلام الشيخ بهاء الدين و تلميذه الصدر- (قدس سرهما)- اذ لا يدل كلام الشيخ على تساوى المحدث و العالم من كل وجه بل مراده التشابه بينهما في الجملة لانه استشهد بقول رسول اللّه (ص) «رحم اللّه امرأ سمع مقالتى اه» وعد المحدث من المتشبهين بالعلماء فهو بمنزلة العطار و تاجر العقاقير يجمعها للطبيب حتى يستعملها فيما يفيد و على العطار أن يميز بين الدواء الجيد و الردى (ش).

[2] أخرجه أبو داود في السنن من حديث ابن عمر. و الطبرانى في الاوسط من حديث حذيفة بسند حسن كما في الجامع الصغير.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست