1- «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و عليّ بن إبراهيم، عن» «أبيه جميعا، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن» «سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): منهومان» «لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم فمن اقتصر من الدّنيا على ما أحلّ اللّه له سلم،» «و من تناولها من غير حلّها هلك إلّا أن يتوب أو يراجع و من أخذ العلم من» «أهله و عمل بعلمه نجا و من أراد به الدّنيا فهي خطّه».
«الشرح»
(محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عباش، عن سليم ابن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) منهومان لا يشبعان)
(1) المنهوم من النهم بالتحريك و هو إفراط الشهوة في الطعام و أن لا يمتلي عن الأكل و لا يشبع، نهم كفرح و عنى فهو نهم و نهيم و منهوم أي به جوع شديد و شهوة مفرطة في الأكل لا من النهم بفتح النون و سكون الهاء و هو بلوغ النّهمة في الأمر و الولوع به لأنّ «لا يشبعان» لا يناسبه كثيرا و المراد بالمنهومان طالب دنيا و طالب علم كما وقع التفسير بهما على سبيل التوسّع ففيه استعارة تحقيقية و ترشيح بذكر ما يلائم المشبّه به و هو «لا يشبعان»
(طالب دنيا)
(2) زائدا على قدر الحاجة و الكفاف لأنّ من طلب الدّنيا زائدا على قدر الحاجة و الكفاف كان ذلك لشدّة حرصه على جمع زخارفها و طول أمله في تحصيل ما يتصوّر منها و كمال محبّته لها بنفسها، فهو منهوم لا يشبع بتناول مرتبة من مراتبها بل كلّما حصلت له مرتبة اقتضى الحرص و طول الأمل تناول مرتبة اخرى فوقها و هكذا دائما إلى أن يموت جوعا
(و طالب علم)
(3) لأنّ ساحة العلوم أوسع من أن يحول حولها عقول البشر و شامخ