..........

أبي عبد اللّه (عليه السلام) و أبوه عبد الرّحمن بن أبي ليلي الأنصاري الكوفي من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو من خواصّه، شهد معه مشاهده، و ضربه، الحجّاج على سبّه حتّى اسودّ كتفاه (قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا سمعتم العلم فاستعملوه)

(1) فيه دلالة ما على أنّ العلم المتعلّق بالعمل ينبغي استماعه من أهله و ذلك لأنّ هذا العلم منوط بتعيين الواضع فلا بدّ من السماع منه و لو بواسطة، و على أنّه ينبغى أن يكون مقرونا بالعمل لأنّ العمل هو المقصود الأصليّ منه فمن طلبه و لم يعمل على مقتضاه فقد ضيّع عمره فيما لا ينفعه بل فيما هو حجّة عليه و موجب لزيادة العقاب، و في قوله «فاستعملوه» إشعار بأنّه يجب أن يكون المقرون بزمان الاستماع طلب العمل لا نفسه لأنّ العمل قد يكون متأخّرا عنه زمانا فينبغي للمؤمن قبل حضور وقت العمل القصد إلى فعله بعده و على أنّه ينبغي أن لا يشتغل بطلب علم آخر قبل أن يعمل بما علمه

(و لتتّسع قلوبكم)

(2) اتّسع صار واسعا غير متضيّق أي ليصر قلوبكم واسعة قابلة لاحتمال العلم و العمل قادرة على الاحاطة بهما غير عاجزة عن ضبطها. و فيه إرشاد للمتعلّم إلى أنّه ينبغي أن يقتصر في التعلّم على قدر فهمه و ضبطه و لا يطلب قبل تملكه ما يعجز عنه فهمه و يتكدّر به ذهنه و لا يبلغ إليه عقله فانّ قلبه في أوّل الفطرة ميّت خال عن العلوم كلّها و إنّما يقبلها على سبيل التدريج حتّى يصير