(2) الناس عنه فيقع الهرج و المرج و ينتشر الظلم و الجور و يرجع الناس إلى الجور بعد الكور و قد ظهر ذلك في هذا الزّمان إذ قد ولي الفتيا و التدريس كثير من الجهّال و الصبيان و تولّى القضاء و الحكومة جماعة من أهل الجور و الطغيان [1] نعوذ باللّه من غوائل هؤلاء العصاة و من مخائل اولئك الغواة
(و لا خير في شيء ليس له أصل)
(3) أصل جميع الخيرات دنيويّة كانت أو اخرويّة هو العلم و إذا انتفى العلم و شاع الجهل انتفت الخيرات كلّها، و فيه إخبار بأنّ مبدأ جميع الخيرات هو العلم كما قال سبحانه «وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» فإذا ذهب العالم بعلمه ذهب بجميع الخيرات، و حمله على الدعاء بعيد جدّا و نظير هذا الحديث موجود في كتب العامّة بطرق متعدّدة منها ما رواه مسلم عن النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) قال: «إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلماء حتّى إذا لم يترك عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا» [2]
[الحديث السادس]
«الاصل»
6- «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عمّن ذكره،» «عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إنّه» «يسخّى نفسي في سرعة الموت و القتل فينا قول اللّه: «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّٰا نَأْتِي الْأَرْضَ» «نَنْقُصُهٰا مِنْ أَطْرٰافِهٰا»و هو ذهاب العلماء».
«الشرح»
(عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد)
(4) يعنى ابن عيسى
(عن محمّد بن عليّ)
[1] لو كان الشارح (رحمه اللّه) رأى زماننا لم يشك من زمانه و لعل من يأتى بعدنا يغبط زماننا و لا حول و لا قوة الا باللّه. (ش)
[2] صحيح مسلم ج 8 ص 60 من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص.