2- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن حفص، عن أبي الرّبيع الشاميّ قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) و البيت غاصّ بأهله فيه الخراسانيّ و الشامي و من أهل الآفاق فلم أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد اللّه (عليه السلام) و كان متّكئا ثمّ قال: يا شيعة آل محمّد اعلموا أنّه ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه و من لم يحسن صحبة من صحبه و مخالقة من خالقه و مرافقة من رافقه و مجاورة من جاوره و ممالحة من مالحه، يا شيعة آل محمّد اتّقوا اللّه ما استطعتم و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.
[الحديث الثالث]
3- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) في قول اللّه عزّ و جلّ: «إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ»*قال: كان يوسّع المجلس و
النفع الدينى و الدنيوى إليهم بقدر الامكان.
قوله: (اعلموا أنه ليس منا)
(1) أى من زمرتنا و شيعتنا أو من مذهبنا و ملتنا (من لم يملك نفسه عند غضبه)
(2) مبادى الغضب- و هو حركة النفس نحو الانتقام بسبب الطغيان فى القوة الغضبية- داخلة تحت قدرة العبد فلا بد له من الاقدام على دفعها بملاحظة الآيات و الروايات الدالة على ذم الغضب و حسن المعافات.
(و من لم يحسن صحبة من صحبه)
(3) فى السفر أو الحضر و من حسنها طلاقة الوجه و البشاشة و السلام و الكلام و المصافحة و المؤاكلة معه و تحصيل ما يحتاج إليه و رفع ما يغتم منه و الانتظار له اذا نزل و الارتحال معه اذا ارتحل، و نقل عن بعض المسافرين أنه قال أدركنا المطر ليلة فى صحراء فدعانى صاحبى و اجلسنى الى جنب حائط ثم أحنى على متكئا بيديه على الحائط يظلنى من المطر حتى سكن المطر.
(و مخالقة من خالقه و مرافقة من رافقه)
(4) خالقهم عاشرهم بحسن خلق. فى الكنز مخالقت با كسى خوشخلقى نمودن و مرافقت با كسى همراهى كردن و يارى كردن و گرمى نمودن
(و مجاروة من جاوره)
(5) المجاورة بالجيم فى النسخ التى رأيناها يقال جاوره مجاورة اذا صار جاره و اذا استجاره و فى الكنز مجاورة همسايگى كردن و در زنهار كسى شدن و المراد بالمجاورة على الاول رعاية حقوق الجار و على الثانى اجارته و انقاذه عن المكاره كلها، و القراءة بالحاء المهملة محتملة
(و ممالحة من مالحه)
(6) الممالحة المؤاكلة فى الكنز ممالحة با كسى همنمكى كردن.