responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 429

لا تسخطوا اللّه برضا أحد من خلقه و لا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من اللّه، فانّ اللّه عزّ و جلّ ليس بينه و بين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا و لا يدفع به عنه شرّا إلّا بطاعته و اتّباع مرضاته و إنّ طاعة اللّه نجاح من كلّ خير يبتغى و نجاة من كلّ شرّ يتّقى و إنّ اللّه عزّ ذكره يعصم من أطاعه و لا يعتصم به من عصاه و لا يجد الهارب من اللّه عزّ و جلّ مهربا، و إنّ أمر اللّه نازل و لو كره الخلائق، و كلّ ما هو


الوكيل اذا كان أمينا عالما حكيما قادرا يفعل لموكله كل ما هو خير له بالضرورة

(لا تسخطوا اللّه برضا أحد من خلقه)

(1) نهى عن ارضاء المخلوق بما فيه سخط اللّه و غضبه و المساهلة معهم فيما هو خلاف مراد اللّه تعالى طلبا لرضائهم كاتباع السلاطين و الجائرين فى جورهم و أقوالهم و أفعالهم و الثناء لهم و التكلم على وفق مرادهم و النصرة لهم و يندرج فيه الحمية بالباطل للحميم و شهادة الزور و رعاية أحد المتخاصمين لصداقته و موافقة الرفقاء فى الغيبة ليرضوا عنه و يميلوا الى صحبته

(و لا تقربوا الى أحد من الخلق تتباعدوا من اللّه)

(2) نهى عن التقرب من الخلق و التوسل بهم فانه سبب للعبد من اللّه و لا بد من حملهم على من ليسوا من أهل التقرب بهم فان- التقرب بالاولياء و العلماء و الصلحاء الذين هم وجه اللّه تعالى تقرب الى اللّه كما دلت عليه الروايات المعتبرة و لما كان المذكور دالا على النهى عن طاعة الخلق و طلب مرضاتهم و الغرض منه طلب طاعة اللّه و طلب مرضاته علله

بقوله: (فان اللّه عز و جل ليس بينه و بين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا و لا يدفع به عنه شرا الا بطاعته و اتباع مرضاته)

(3) لعل المراد بالخير و الشر النار و قد صرح بعض المحققين بذلك كما أشرنا إليه فى شرح التوحيد و يكون إرادة الاعم منهما و المراد انه ليس بين اللّه و بين الخلق شيء يوجب الوصول الى الخير و دفع الشر الا طاعته و اتباع مرضاته و هما لا يتحققان فيمن تقرب بشرار الخلق و طلب رضاهم بما فيه سخط اللّه تعالى، ثم رغب فى الطاعة بذكر ثمرتها التى هى أعظم الثمرات و أكمل الفوائد

بقوله: (و ان طاعة اللّه)

(4) فيما أمر و نهى

(نجاح من كل خير يبتغى)

(5) اى يطلب فى الدنيا و الآخرة

(و نجاة من كل شر يتقى)

(6) أى يحترز منه فان المطيع للّه فائز بكل خير وعده للمطيعين و ناج من كل شر أوعده للعاصين ثم علل الحكمين بأن المطيع فى وقاية اللّه بفضله و ان لم يقصد من الطاعة ذلك و العاصى لا يقدر على الامتناع من عقوبته كما أشار إليه

بقوله: (و ان اللّه عز ذكره يعصم من أطاعه)

(7) أى يحفظه و يقيه عن كل مكروه و شر

(و لا يعتصم به)

(8) اى يمتنع باللّه

(من عصاء)

(9) لعدم قدرته عليه و عدم وجود ما يعتصم به عن الطاعة، و لما بقى احتمال آخر و هو أن يهرب من اللّه أشار الى امتناع هذا الاحتمال

بقوله: (و لا يجد الهارب من اللّه مهربا)

(10) اذ كل مهرب يفرض فهو داخل فى قدرة اللّه و سلطانه و بالجملة تخلص العاصى اما بامتناعه و قدرته او بفراره و لا يتصور شيء منهما هنا ثم أشار

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست