responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 369

الهوى فيصدّ عن الحقّ و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة، ألا إنّ الدّنيا قد ترحّلت مدبرة و إنّ الآخرة قد ترحّلت مقبلة و لكلّ واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدّنيا، فانّ اليوم عمل و لا حساب و إنّ غدا حساب و لا عمل و


عن سلوك سبيله

(و أما طول الامل فينسى الآخرة)

(1) لانه يوجب شغل الفكر فيما يؤمله و يرجوه و فى كيفية تحصيله و ضبطه بعد حصوله و كيفية العمل به و يورث سهو القلب عما هو أولى به من أمر معاده و من ذكر اللّه و ذكر ما بعد الموت من أحوال الآخرة و محو ما تصور منها فى الذهن و ذلك معنى النسيان لها الموجب للشقاء الابدى فيها

(الا ان الدنيا قد ترحلت مدبرة)

(2) الرحل الانتقال يقال ترحل القوم عن المكان اذا انتقلوا، و فيه اشارة الى تقضى الاحوال الحاضرة بالنسبة الى كل شخص من صحة و شباب و جاه و مال و كل ما يكون سببا لصلاح حاله فان كل ذلك أجزاء الدنيا لدنوها منه و لما كانت هذه الامور أبدا فى التغير و التقضى المقتضى لمفارقته لها و بعدها عنه لا جرم حسن اطلاق اسم الترحل و الادبار على تقضيها و بعدها استعارة تشبيها لها بالحيوان فى ادبارها و الغرض هو الحث على ترك الركون إليها و العكوف عليها و صرف العمر فيها و لما نبه على أن الدنيا سريعة الزوال أردف ذلك بالتنبيه على سرعة لحوق الآخرة و اقبالها

بقوله: (و أن الآخرة قد ترحلت مقبلة)

(3) لما كانت الآخرة عبارة عن الدار الجامعة للاحوال التى يكون كل شخص عليها من سعادة و شقاوة و ألم و راحة و كان تقضى العمر و الدنيا موجبا للوصول الى تلك الدار و الحصول فيما يشتمل عليه من خير أو شر حسن اطلاق الترحل و الاقبال عليها مجازا و بالجملة أحوال الانسان اذا كانت مقتضية يطلق عليها اسم الادبار و اذا كانت متوقعة يطلق عليها اسم الاقبال

(و لكل منهما بنون)

(4) استعار اسم الابن للخلق بالنسبة الى الدنيا و الآخرة و لفظ الأب لهما و وجه الاستعارة أن الابن لما كان من شأنه الميل الى الأب اما بالطبع أو بتصور المنفعة و كان الخلق منهم من يريد الدنيا لما يتوهم من لذة و خير فيها و منهم من يريد الآخرة لما يتصور من لذة و سعادة فيها و يميل كل منهما الى مراده شبههم بالابن و شبهها بالاب فاستعار لفظ الابن و الأب لهما بتلك المشابهة و لما كان غرضه (عليه السلام) حث الخلق على الآخرة و الميل إليها و الرغبة فيها و الاعراض عن الدنيا و حطامها قال

(فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من ابناء الدنيا)

(5) لدوام الآخرة و لذاتها و فناء الدنيا و زهراتها ثم حث على العمل فى الدنيا للآخرة للوصول الى نعيمها و درجاتها و التحرز عن حسابها و عقوباتها فقال

(فان اليوم عمل و لا حساب و ان غدا حساب و لا عمل)

(6) أراد باليوم مدة الحياة و بالغد ما يعد الموت، و اليوم اسم «ان» و «عمل» قائم مقام الخبر استعمالا للمضاف إليه مقام المضاف أى يوم عمل و قيل يحتمل أن يكون اسم «ان» ضمير الشأن و اليوم جملة من مبتداء و خبر هى خبرها و كذا «غدا حساب» ثم أشار الى أصل الفتنة و الفساد

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست