عليك شيء في الأرض و لا في السّماء، تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّٰالِحِينَ، أما و البيت و المفضي إلى البيت- و في نسخة: و المزدلفة و الخفاف إلى التجمير- لو لا عهد عهده إليّ النبيّ الامّيّ (صلى اللّه عليه و آله) لأوردت المخالفين خليج المنيّة و لأرسلت عليهم شآبيب صواعق
عائشة لانه كانت له منعة منه و يخشى من اقامته افتراق الكلمة و ظهور الفتنة فاذا جاز للنبى (ص) ترك الحد لخوف الفتنة مع كثرة أعوانه و أنصاره فقد جاز لعلى (عليه السلام) ترك المحاربة و المقاتلة مع عدم المعاون لمثل ذلك، و أما سادسا فلانه يجوز أن يكون ترك المحاربة بأمر النبي (صلى اللّه عليه و آله) لعلمه بمفاسد ذلك بالوحى، و أما سابعا فلان هارون (عليه السلام) لما لم يقاتل السامرى و أتباعه مع كثرة أعوانه لزم أن يكون السامرى و أتباعه محقين فى عبادة العجل على ما ذكرتم، و بالجملة ما ذكرتم من المزخرفات التى لا يرتضى به الجاهل فضلا عن العاقل.
(1) كان الفاء فصيحة أى ان فعلوا ذلك فانك تعلم و الغرض منه بسط الشكوى إليه تعالى لعلمه بما هم فيه من العقائد الباطلة و الاعمال الفاسدة و شدة الشكيمة و اعراضهم عن متابعة الولى الحق ثم الاستعصام به تعالى و الالتجاء إليه من مثل هذه البلية العظيمة الصادرة من النفوس الامارة
(اما و البيت و المفضى الى البيت و فى نسخة و المزدلفة و الخفاف الى التجمير)
(2) الواو للقسم و المقسم به محذوف و البيت الكعبة و الافضاء المس يقال أفضى الى الارض اذا مسها براحته، و المزدلفة المشعر الحرام، و الخفاف بالخاء المعجمة و الفاءين جمع الخف و هو النعل و قد يطلق على القدم مجازا، و التجمير رمى الجمرة بالاحجار اى اما و رب الكعبة و رب من مسها بكفه و المراد به النبي (صلى اللّه عليه و آله) لانه افضل من مسها و رب المزدلفة و الاقدام المتحركة الى رمى الجمرة هذا ما خطر بالبال و اللّه اعلم بحقيقة الحال.
و قال الفاضل الامين الأسترآبادي و المعنى و رب الكعبة التى تفضى الى البيت المعمور لانهما متحاذيان و كأن المفضى كان فى نسخته بدون الواو، ثم قال و فى كثير من النسخ الخفاف بالخاء المعجمة و الفاءين بعدها و لم أقف على معنى يناسب و لعل صوابه الحقاف بالحاء المهملة و القاف و الفاء بمعنى الرمال المستطيلة و اللّه اعلم
(لو لا عهد عهده الى النبي الامى)
(3) أى المنسوب الى أمّ القرى و هى مكة او أمّ الكتاب و هو اللوح المحفوظ لعلمه بما فيه أو الى الام فى أصل ولادته لم يقرأ و لم يدرس و لم يكتب و هو من اوصاف كماله لدلالته أن كمالاته التى تعجز عقول البشر عن الاحاطة بها كانت من فيض الحق لا من جهة الاكتساب، و المراد بالعهد هو الوصية بالصبر على ما فعلوا و ترك المحاربة معهم لمصالح جليلة
(لاوردت المخالفين خليج المنية)
(4) الخليج نهر يقتطع من النهر الاعظم و الاضافة من باب لجين الماء و الوجه ان المنية يذهب بهم كما أن الخليج يذهب