اللّه العزيز الجبّار حلّتين من حلل الجنّة و يوضع على رأسه تاج الكرامة، ثمّ يقال:
له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا ربّ قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه و الخلد بيساره ثمّ يدخل الجنّة فيقال له اقرأ و اصعد درجة، ثمّ يقال له: هل بلغنا به و أرضيناك، فيقول: نعم. قال: و من قرأه كثيرا و تعاهده بمشقّة من شدّة حفظه أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر هذا مرّتين.
[الحديث الخامس]
5- أبو عليّ الأشعرى، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه، و حميد بن زياد، عن الخشّاب، جميعا، عن الحسن بن عليّ بن يوسف، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ أحقّ النّاس بالتخشّع في السّر و العلانية لحامل القرآن و إنّ أحقّ الناس في السرّ و العلانية بالصّلاة و الصوم لحامل القرآن، ثمّ نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن تواضع به يرفعك اللّه و لا
(قال و من قرأ كثيرا و تعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه اللّه عز و جل أجر هذا مرتين)
(1) هذا الحديث متفق عليه بين الخاصة و العامة روى مسلم باسناده عن عائشة قالت «قال رسول اللّه (ص) «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة و الّذي يقرأ القرآن و يتعتع فيه و هو عليه شاق له أجران» و فى رواية اخرى «و الّذي يقرؤه و هو يشتد عليه له أجران» قيل المراد بالتتعتع التردد فيه لقلة حفظه، و الاجران أحدهما فى قراءة حروفه و الاخر فى تعبه و مشقته، و ليس المراد أنه أكثر أجرا من الماهر بل الماهر أكثر أجرا لانه مع السفرة (عليهم السلام) و له اجور كثيرة و كيف يلتحق من لم يعتن بكتاب اللّه بمن اعتنى به حتى مهر فيه و قيل أحد الاجرين تعاهد المشقة فى تعلمه و الآخر تعاهدها من شدة حفظه و رجحه على الاول بأن به يظهر الفرق بينه و بين من لم يكن له مشقة لا بالاول اذ لكل قارئ أجران أحدهما للتعلم و الحفظ و ان لم يكن فيهما مشقة و الاخر لاجل القراءة. أقول ظاهر رواياتنا و روايتهم هو الاول.
قوله: (ان أحق الناس بالتشخع فى السر و العلانية)
(2) أى فى الباطن بتقويم النفس بالاخلاق الفاضلة و العقائد الحقة الراسخة و فى الظاهر بتسديد الجوارح و الاعضاء بالاعمال الفاضلة و الافعال الكاملة
(لحامل القرآن)
(3) المراد به القارى العالم المتدبر فيه، العامل به و يرشد الى ذلك قوله تعالى لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا الْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
(و ان أحق الناس فى السر و العلانية)
(4) لعل المراد بهما هنا حالة الانفراد و الاجتماع
(بالصلاة و الصوم)
(6) و غيرهما من العبادات.
(لحامل القرآن)
(5) اذ له مرتبة المراقبة بالعبادات و المحافظة عليها و الامر بها و النهى